وقالت طائفة غيرهم من هؤلاء الكفّار : ما قالوا؟
قال الله : يا محمّد! (تِلْكَ أَمانِيُّهُمْ) الّتي يمنّونها بلا حجّة. (قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ) وحجّتكم على دعواكم ، (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) كما أتى محمّد ببراهينه الّتي سمعتموها.
ثمّ قال : (بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ) ، يعني : كما فعل هؤلاء الّذين آمنوا برسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ لمّا سمعوا براهينه وحجّته (وَهُوَ مُحْسِنٌ) في عمله لله ، (فَلَهُ أَجْرُهُ) ، ثوابه (عِنْدَ رَبِّهِ) ، يوم فصل القضاء ، (وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) حين يخاف الكافرون بما يشاهدونه من العقاب ، (وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) عند الموت. لأنّ البشارة بالجنان ، تأتيهم.
وفيه (١) ، عن الصّادق ـ عليه السّلام ـ حديث طويل. وفيه : فالجدال بالّتي هي أحسن : قد قرنه العلماء بالدّين والجدال بغير الّتي هي أحسن ، محرّم وحرّمه الله على شيعتنا.
وكيف يحرّم (٢) الجدال جملة وهو يقول : (وَقالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى). ، قال الله تعالى : (تِلْكَ أَمانِيُّهُمْ. قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ)؟» فجعل (٣) علم الصّدق والإيمان بالبرهان وهل يؤتى بالبرهان إلا في الجدال بالّتي هي أحسن والّتي ليست بأحسن؟
وفي كتاب الخصال (٤) ، في احتجاج عليّ ـ عليه السّلام ـ على النّاس ، يوم الشورى. قال : نشدتكم بالله! هل فيكم أحد قال له رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ مثل ما قال لي؟ : أهل ولايتك يخرجون يوم القيامة من قبورهم ، على نوق بيض شراك نعالهم نور يتلألأ. قد سهلت عليهم الموارد. وفرجت عليهم (٥) الشّدائد. واعطوا الأمان.
وانقطعت عنهم الأحزان ، حتّى ينطلق بهم إلى ظلّ عرش الرّحمن. فوضع (٦) بين أيديهم مائدة. يأكلون منها حتّى يفرغ من الحساب يخاف النّاس ولا يخافون ويحزن النّاس ولا يحزنون غيري.» قالوا : اللهمّ لا!] (٧)
(وَقالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصارى عَلى شَيْءٍ) ، أي : أمر يصحّ ويعتدّ به. وهذه
__________________
(١) نفس المصدر ١ / ١٤.
(٢) المصدر : يحرّم الله.
(٣) المصدر : فجعل الله.
(٤) الخصال / ٥٥٨ ـ ٥٥٩.
(٥) المصدر ور : عنهم.
(٦) المصدر : توضع.
(٧) ما بين المعقوفتين ليس في أ.