فكانوا يكونون (١) تحته. فلمّا بناه وفرغ ، حجّ إبراهيم وإسماعيل. ونزل عليهما جبرائيل ، يوم التّروية ، لثمان خلت من ذي الحجّة. فقال : قم يا إبراهيم! فارتو من الماء. لأنّه لم يكن بمنى وعرفات.
فسمّيت التّروية لذلك. ثمّ أخرجه إلى منى. فبات بها. ففعل به ما فعل بآدم.
فقال إبراهيم ـ عليه السّلام ـ لمّا فرغ من بناء البيت : (رَبِّ اجْعَلْ) (إلى آخر الآية.)
[وفي كتاب علل الشّرائع (٢) ، بإسناده إلى أبي خديجة ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام. قال : إنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ أنزل الحجر الأسود لآدم من الجنّة. وكان البيت ، درّة بيضاء. فرفعه الله ـ عزّ وجلّ ـ إلى السّماء. وبقي أسّه ، فهو بحيال هذا البيت.
يدخله كلّ يوم سبعون ألف ملك ، لا يرجعون إليه أبدا. فأمر الله إبراهيم وإسماعيل ببنيان (٣) البيت ، على القواعد.
وبإسناده (٤) ، إلى محمّد بن إسحاق ، عن أبي جعفر ، عن آبائه ـ عليهم السّلام : أنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ أوحى إلى جبرئيل ـ عليه السّلام : أنا الله الرّحمن الرّحيم. إنّي قد رحمت آدم وحوّاء لمّا شكيا إليّ ما شكيا. فاهبط عليهما بخيمة من خيم الجنّة. فإنّي قد رحمتهما لبكائهما ووحشتهما ووحدتهما. فاضرب الخيمة على التّرعة الّتي بين جبال مكّة.
قال : والتّرعة مكان البيت وقواعده الّتي رفعتها الملائكة ، قبل آدم. فهبط جبرئيل على آدم ـ عليه السّلام ـ بالخيمة على مقدار مكان البيت وقواعده. فنصبها.
قال : وأنزل جبرئيل ـ عليه السّلام ـ آدم من الصّفا. وأنزل حوّاء من المروة.
وجمع بينهما في الخيمة. (إلى أن قال) ثمّ أنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ أوحى إلى جبرئيل ـ عليه السّلام ـ بعد ذلك : أن اهبط إلى آدم وحوّاء. فنحّهما عن موضع قواعد بيتي. وارفع قواعد بيتي لملائكتي وخلقي ، من ولد آدم.
فهبط جبرئيل ـ عليه السّلام ـ على آدم وحوّاء. فأخرجهما من الخيمة. ونحّاهما عن ترعة البيت. ونحّى الخيمة عن موضع التّرعة. (إلى أن قال) فرفع قواعد البيت الحرام ،
__________________
(١) كذا في المصدر وفي جميع النسخ. ولعل الصواب : يكنّون.
(٢) علل الشرائع / ٣٣٩ ، ضمن ح ١.
(٣) المصدر : يبنيان.
(٤) نفس المصدر / ٤٢٠ ـ ٤٢٢ ، مقاطع من ح ٣.