لقد قضى (١) أن لا يكون بين المؤمنين اختلاف. ولذلك جعلهم شهداء على الناس.
ليشهد محمّد ـ صلّى الله عليه وآله ـ علينا. ولنشهد على شيعتنا. وليشهد شيعتنا على الناس.
[وفي مجمع البيان (٢) ، بعد ان نقل رواية يزيد بن معاويه ، قال وفي رواية أخرى قال : إلينا يرجع الغالي. وبنا يلحق المقصر.
وروى الحاكم أبو القاسم الحسكاني (٣) ، في كتاب شواهد التنزيل بقواعد التفضيل.
بإسناده عن سليم بن قيس الهلالي ، عن عليّ ـ عليه السّلام : إنّ الله تعالى إيّانا عنى بقوله : (لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ) [ويكون الرسول عليكم شهيدا] (٤) فرسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ شاهد علينا ونحن شهداء الله على خلقه. وحجّته في أرضه. ونحن الّذين قال الله تعالى : (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً).
وفي تفسير العيّاشيّ (٥) : عن أبي بصير. قال : سمعت أبا جعفر ـ عليه السّلام ـ يقول : نحن نمط الحجاز.
فقلت : وما نمط الحجاز؟
قال : أوسط الأنماط. إنّ الله يقول : (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً).» ثمّ قال : إلينا يرجع الغالي. وبنا يلحق المقصّر.
عن أبي عمرو الزّبيريّ (٦) عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام. قال : قال الله : (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً). فإن ظننت أنّ الله عنى بهذه الآية جميع أهل القبلة من الموحّدين ، أفترى. إنّ من لا يجوز شهادته في الدّنيا على صاع من تمر ، يطلب الله شهادته يوم القيامة ويقبلها منه بحضرة جميع الأمم الماضية؟ كلا لم يعن الله مثل هذا من خلقه ، يعني : الأمّة الّتي وجبت لها دعوة إبراهيم : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ). وهم الأمّة الوسطى. وهم خير أمّة أخرجت للنّاس] (٧)
[وفي كتاب المناقب ، لابن شهر آشوب (٨) : أبو الورد ، عن أبي جعفر
__________________
(١) أ : قضى الأمر.
(٢) مجمع البيان ١ / ٢٢٤.
(٣) نفس المصدر والموضع.
(٤) يوجد في أ.
(٥) تفسير العياشي ١ / ٦٣ ، ح ١١١.
(٦) نفس المصدر ، ح ١١٤.
(٧) ما بين المعقوفتين ليس في أ. (٨) المناقب ٤ / ١٧٩.