فقيل له : وكيف عرفت؟
قال : لأنّه قد دخلني ذلّة (١) لم أكن اعرفها.
وفي الكافي (٢) : عليّ بن إبراهيم ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الله بن سنان ، عن معروف بن خربوذ ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام. قال : ما من عبد يصاب بمصيبة ، فيسترجع عند ذكر المصيبة ويصبر حين تفاجئه إلا غفر الله له ما تقدّم من ذنبه. وكلّما ذكر مصيبة فاسترجع عند ذكر المصيبة ، غفر الله له كلّ ذنب فيما بينهما.
عليّ (٣) ، عن أبيه (٤) ، عن ابن أبي عمير ، عن داود بن رزين ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام. قال : من ذكر مصيبة ولو بعد حين ، فقال : (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ).
والحمد لله ربّ العالمين. اللهمّ أجرني على مصيبتي. وأخلف عليّ أفضل منها» كان له من الأجر ، مثل ما كان عند أوّل صدمته.
عليّ بن محمّد عن صالح (٥) بن أبي حمّاد ، رفعه. قال : جاء أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ إلى الأشعث بن قيس ، يعزّيه بأخ له. فقال له (٦) : إن جزعت فحقّ الرّحم أتيت ، وإن صبرت فحقّ الله أديت ، على أنّك إن صبرت جرى عليك القضاء ، وأنت محمود ، وإن جزعت جرى عليك القضاء وأنت مذموم.
فقال له الأشعث : (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ).
فقال أمير المؤمنين ـ عليه السّلام : أتدري ما تأويلها؟
فقال الأشعث : لا. أنت غاية العلم ومنتهاه.
فقال له : أمّا قولك (إِنَّا لِلَّهِ) فإقرار منك بالملك. وأمّا قولك (وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) فإقرار منك بالهلاك.
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (٧) : وسئل أبو عبد الله ـ عليه السّلام : ما بلغ من حزن يعقوب؟
__________________
(١) المصدر : لأنّه تداخلني ذلة لله.
(٢) الكافي ٣ / ٢٢٤ ، ح ٥.
(٣) نفس المصدر ونفس الموضع ، ح ٦.
(٤) ليس في أور.
(٥) نفس المصدر ٣ / ٢٦١ ، ح ٤٠.
(٦) المصدر : يعزّيه بأخ له يقال له عبد الرحمن. فقال له أمير المؤمنين.
(٧) تفسير القمي ١ / ٣٥٠.