الله للنّاس إماما. ولذلك قال : (وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعَذابِ إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ. وَقالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَما تَبَرَّؤُا مِنَّا. كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ).
ثمّ قال أبو جعفر ـ عليه السّلام : هم ، والله ، يا جابر! أئمّة الضّلال وأشياعهم.
وفي تفسير العيّاشيّ (١) : عن زرارة وحمران ومحمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر وأبي عبد الله ـ عليهما السّلام ـ في قوله (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْداداً. يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ. وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ) ، قال : هم آل محمّد ـ صلّى الله عليه وآله.
وعن منصور بن حازم (٢). قال قلت لأبي عبد الله ـ عليه السّلام : (وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ)؟
قال : أعداء عليّ ـ عليه السّلام. هم المخلّدون في النّار ، أبد الآبدين ودهر الدّاهرين.
وفي الكافي (٣) : أحمد بن أبي عبد الله عن عثمان بن عيسى ، عمّن حدثه ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ في قول الله ـ عزّ وجلّ : (كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ) قال : هو الرّجل يدع ماله لا ينفعه (٤) في طاعة الله ، بخلا. ثمّ يموت فيدعه لمن يعمل فيه بطاعة الله ، أو معصية الله. فإن عمل به في طاعة الله ، رآه في ميزان غيره. فرآه حسرة ، وقد كان المال له. وإن عمل به في معصية الله ، قوّاه بذلك المال ، حتّى عمل به في معصية الله.
وفي نهج البلاغة (٥) : وقال ـ عليه السّلام : إنّ أعظم الحسرات يوم القيامة ، حسرة رجل كسب مالا في غير طاعة الله. فورثه رجلا (٦). فأنفقه في طاعة الله سبحانه. فدخل به الجنّة. ودخل به الأوّل النّار.
وفي مجمع البيان (٧) : (أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ) فيه أقوال : (إلى قوله) والثّالث
__________________
(١) تفسير العياشي ١ / ٧٢ ، ح ١٤٣.
(٢) نفس المصدر / ٧٣ ، ح ١٤٥.
(٣) الكافي ٤ / ٤٢ ، ح ٢.
(٤) المصدر : ينفقه. (ظ)
(٥) نهج البلاغة ٥٥٢ ، حكمة ٤٢٩.
(٦) المصدر : رجل.
(٧) مجمع البيان ١ / ٢٥١.