(لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ) ، أي : الله ، أو النّبيّ المبعوث ، أو الكتاب.
(فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ) ، أي : فيما التبس عليهم. وتخلّفوا فيه عن الحقّ.
(وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ) ، أي : ما اختلف في الكتاب أو الحقّ بعد إتيانه إلّا الّذين أوتوه. وصار مبدأ الخلاف ناشئا عنهم وتبعهم فيه من بعدهم ، أي : عكسوا الامر فجعلوا ما أنزل ، مزيحا للالتباس ، سببا لاستحكامه.
(مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ) : حسدا بينهم وظلما لحرصهم على الدّنيا.
(فَهَدَى اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ) ، أي : للحقّ الّذي اختلف فيه من اختلف.
(مِنَ الْحَقِ) : بيان لما اختلفوا فيه.
(بِإِذْنِهِ) : بأمره ولطفه.
(وَاللهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (٢١٣) : لا يضلّ سالكه.
وفي روضة الكافي (١) : حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمّد الكنديّ ، عن أحمد بن عديس (٢) ، عن يعقوب بن شعيب أنّه سأل أبا عبد الله ـ عليه السّلام ـ عن قول الله ـ عزّ وجلّ : (كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً) فقال : كان (٣) قبل نوح أمّة ضلال فبدا لله (٤) فبعث المرّسلين. وليس كما يقولون. ولم يزل. وكذبوا.
وفي تفسير العيّاشيّ (٥) : عن يعقوب بن شعيب قال : سألت أبا عبد الله ـ عليه السّلام ـ عن قول الله ـ عزّ وجلّ : (كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً) قال : كان هذا قبل نوح أمّة واحدة. فبدا لله. فأرسل الرّسل قبل نوح. قلت : أعلى هدى كانوا أم على ضلالة؟
قال : بل كانوا (٦) ضلالا (٧) لا مؤمنين ولا كافرين ولا مشركين.
وعن مسعدة (٨) ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ في قول الله (٩) :
__________________
(١) الكافي ٨ / ٨٢ ، ح ٤٠ ، وله تتمة. وفي ر : روضة الكافي : علي بن إبراهيم.
(٢) المصدر : أحمد بن عيسى عن أبان.
(٣) المصدر : كان الناس.
(٤) النسخ : عند الله. وما في المتن موافق المصدر.
(٥) تفسير العياشي ١ / ١٠٤ ، ح ٣٠٦.
(٦) ليس في ر.
(٧) المصدر : ضلالا كانوا.
(٨) نفس المصدر ونفس الموضع ، ح ٣٠٩.
(٩) «في قول الله» ليس في ر.