استئناف مبيّن ، أو مقرّر للولاية.
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ) :
في روضة الكافي (١) : سهل ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن حمران بن أعين ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام : والّذين كفروا أولياؤهم الطّواغيت.
قيل (٢) : الشّياطين ، أو المضلات من الهوى والشّياطين وغيرهما.
وعلى الخبر الّذي سبق : الظّالمون لآل محمّد حقّهم ، والّذين كفروا : أشياعهم.
(يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ) : من النّور الّذي منحوه بالفطرة ، إلى الكفر وفساد الاستعداد ، أو من نور البيّنات ، إلى ظلمات الشّكوك والشّبهات.
(أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) (٢٥٧) : وعيد وتحذير.
وفي تفسير العيّاشيّ (٣) : عن مسعدة بن صدقة قال أبو عبد الله ـ عليه السّلام : قصّة الفريقين جميعا في الميثاق ، حتّى بلغ الاستثناء من الله في الفريقين.
فقال : إنّ الخير والشّرّ خلقان من خلق الله. له فيهما المشيئة ، في تحويل ما شاء الله ، فيما قدّر فيهما (٤) ، حال عن حال. والمشيئة فيما خلق (لهما) (٥) من خلقه ، في منتهى ما قسم لهم من الخير والشّرّ. وذلك أنّ الله قال في كتابه : (اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ). فالنّور هم آل محمّد ـ عليهم السّلام. والظّلمات ، عدوّهم.
عن مهزم الأسديّ (٦) قال : سمعت أبا عبد الله ـ عليه السّلام ـ يقول : قال الله ـ تبارك وتعالى : لأعذّبنّ كلّ رعيّة دانت بإمام ليس من الله ، وإن كانت الرّعية في أعمالها برّة تقيّة. ولأغفرنّ عن كلّ رعيّة دانت بكلّ إمام من الله ، وإن كانت الرّعيّة في أعمالها سيئة.
قلت : فيعفو عن هؤلاء ، ويعذّب هؤلاء؟
قال : نعم. إنّ الله تعالى يقول : (اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ).
__________________
(١) الكافي ٨ / ٢٨٩ ، ح ٤٣٦.
(٢) أنوار التنزيل ١ / ١٣٤.
(٣) تفسير العياشي ١ / ١٣٨ ، ح ٤٦١.
(٤) المصدر : فيها.
(٥) المصدر : لها.
(٦) نفس المصدر ١ / ١٣٩ ، ح ٤٦٢.