فقلت : (رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا).
فقال الله : لا أؤاخذك.
فقلت : (رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا).
فقال الله : لا أحملك.
فقلت : (رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ. وَاعْفُ عَنَّا. وَاغْفِرْ لَنا. وَارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا. فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ).
فقال الله ـ تبارك وتعالى : قد أعطيت ذلك لك ولأمّتك.
فقال الصّادق ـ صلوات الله عليه ـ : ما وفد إلى الله ـ تبارك وتعالى ـ : أحد أكرم من رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ حين (١) سأل لأمّته هذه الخصال.
وفي تفسير العيّاشيّ (٢) : عن عبد الصّمد بن بشير (٣) ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ حديث طويل وفيه نحو ما في تفسير عليّ بن إبراهيم معنى ، إلّا قوله : فقال الصّادق ـ صلوات الله عليه ـ ، إلخ ـ في فضل قوله (آمَنَ الرَّسُولُ) ـ إلى آخر السّورة.
روي عن قتادة (٤) قال : كان رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ إذا قرأ هذه الآية :(آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ) ، حتّى يختمها ، قال : وحقّ الله! إنّ لله كتابا قبل أن يخلق السّماوات والأرض ، بألفي سنة ، فوضعه عنده فوق العرش. فأنزل آيتين. فختم بهما البقرة. فأيما بيت قرئ فيه ، لم يدخله شيطان.
وفي كتاب ثواب الأعمال (٥) ، عن عمرو بن جميع ، رفعه إلى عليّ بن الحسين ـ عليهما السّلام ـ قال : قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : من قرأ أربع آيات من أوّل البقرة ، وآية الكرسيّ ، وآيتين بعدها وثلاث آيات من آخرها ، لم ير في نفسه وفي ماله شيئا يكرهه ، ولم يقربه شيطان ، ولا ينسى القرآن.
وعن جابر بن عبد الله (٦) ، عن النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ في حديث طويل يقول
__________________
(١) المصدر : حيث.
(٢) تفسير العياشي ١ / ١٥٨ ، ضمن ح ٥٣٠+ ٢ / ١٦٠ ، ضمن ح ٥٣١.
(٣) هكذا في المصدر. وفي النسخ : شيبة.
(٤) تفسير العياشي ١ / ١٦٠ ، ح ٥٣٢.
(٥) ثواب الأعمال / ١٣١.
(٦) لم نعثر عليه في «ثواب الأعمال» ولكن عنه في :