عمرو». وإن كان الإتباع هنا على الموضع ، لأنّ المبنيات إنّما تتبع على مواضعها ، فلا سؤال فيها.
فإن كانت الإضافة غير محضة ، جاز الرفع والنصب ، مثال ذلك قول الشاعر [من السريع] :
٥٠٩ ـ يا صاح يا ذا الضامر العنس |
|
والرّحل ذي الأقتاب والحلس] |
يجوز الرفع والنصب في «الضامر» ، لأنّه بمنزلة الحسن الوجه. وإنّما فرقوا بين الإضافة المحضة وغير المحضة من جهة أنّ المضاف الذي تكون إضافته غير محضة يشبه المفرد من حيث أنّ معموله ليس من تمامه ، ألا ترى أنّه يفصل بين العامل والمعمول نيّة التنوين ، لأنّ هذه الإضافة في نيّة الانفصال ، ولا يجوز الفصل بين المضاف والمضاف إليه ، فلما كان عندهم قريبا من المفردات جاز فيه الرفع والنصب.
فإن كان التابع مفردا جاز فيه الحمل على اللفظ وعلى الموضع ، فأمّا الموضع فلا سؤال فيه ؛ وأمّا اللفظ فلأنّ هذا المبنيّ أشبه المعرب من حيث أنّ الاسم لم يكن مبنيّا إلّا بعد «يا» ، فصارت كأنّها معربة.
__________________
٥٠٩ ـ التخريج : البيت لخالد بن مهاجر في الأغاني ١٠ / ١٠٨ ، ١٠٩ ، ١٣٦ ؛ ولخزز بن لوذان في خزانة الأدب ٢ / ٢٣٠ ، ٢٣٣ ؛ والكتاب ٢ / ١٩٠ ؛ وبلا نسبة في الخصائص ٣ / ٣٠٢ ؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٦٤٠ ؛ وشرح المفصل ٢ / ٨ ؛ ومجالس ثعلب ١ / ٣٣٣ ، ٢ / ٥١٣ ؛ والمقتضب ٢ / ٥٤ ، ٤ / ٢٢٣ ؛ والمقرب ١ / ١٧٩.
اللغة : شرح المفردات : الضامر : قليل اللحم ، وفي المطيّ كناية عن كثرة الأسفار. العنس : الناقة الشديدة. الرحل : ما يوضع على ظهر المطيّة لتركب. الأقتاب : ج القتب ، وهو سير يربط به الرحل. الحلس : كساء يوضع على ظهر المطيّة تحت البرذعة.
المعنى : يا صاحبي ، يا صاحب الناقة الشديدة التي أهزلها السفر الطويل والترحال المتواصل ، والرحل المشدود بسير عريض فوق الحلس.
الإعراب : يا : حرف نداء. صاح : منادى مرخّم ، أصله «صاحب» مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب. يا : حرف نداء. ذا : اسم إشارة منادى مبنيّ في محلّ نصب. الضامر : نعت «ذا» ويجوز فيه الرفع إتباعا له على اللفظ ، أو النصب إتباعا له على المحلّ الإعرابي ، وهو مضاف. العنس : مضاف إليه مجرور بالكسرة. والرّحل : الواو حرف عطف ، «الرحل» : معطوف على «العنس» مجرور بالكسرة. ذي : نعت «الرجل» مجرور بالياء لأنّه من الأسماء الستّة ، وهو مضاف. الأقتاب : مضاف إليه مجرور بالكسرة. والحلس : الواو حرف عطف ، «الحلس» : معطوف على «الأقتاب» مجرور بالكسرة.
الشاهد فيه قوله : «يا ذا الضامر العنس» فإنّ «ذا» منادى مبنيّ ، و «الضامر العنس» نعت مقترن بـ «أل» ، وقد روي بالرفع والنصب ، فدلّ مجموع الروايتين على أنّ النعت إذا كان بهذه المنزلة جاز فيه الوجهان.