ويجوز أن تقول : «يا أبتا» ، و «يا أمّتا» ، فتجمع بين التاء والألف التي هي عوض من ياء الإضافة.
فإن قيل : فكيف جاز الجمع بينهما وهذه الألف عوض من الياء ، وأنت لا تجمع بين الياء والتاء؟ فالجواب : إنّه لمّا لم يكن يلفظ ما التاء عوض منه استجازوا ذلك. ومن أجاز : «يا غلام» ، بحذف الألف ، فإنّه يجيز أن تقول : «يا أبت» ، و «يا أمّت» ، ويجوز في يا «أمّت» وحده أن تقول : «يا أمّ» ، وذلك أنهم جعلوه بمنزلة «طلحة» كما تقول في ترخيم «طلحة» : «يا طلح» ، وكذلك تقول : «يا أمّ» ، ولم يفعلوا ذلك في بابه.
وتلحق الهاء الألف في هذا الباب في الوقف ، فإن وصلت حذفت الهاء. واختلف في الوقف على الهاء من «يا أبت» ، و «يا أمّت». فذهب الفراء إلى أنّ الوقف عليها بالتاء لأنّها قد صدرت عوضا ، فعوملت معاملة ما عوّضت منه ، فكما لا يجوز قلب الهاء إلى التاء فكذلك هذه.
ومذهب غيره من النحويين أنّ الوقف عليها بالهاء لأنّها علامة تأنيث على كل حال وإن كانت عوضا. وهو الصحيح. ألا ترى أنّه لا خلاف في الوقف على التاء من «زنادقة» بالهاء مع أنها عوض من التاء ، فكذلك هذه التاء.