وهم يحذفون هذا فيقولون : (قالَ رَبِّ احْكُمْ)(١) ، و «غلام أقبل» ، فدلّ على أنّه ليس بمقبل عليه ، وإنّما هو مضاف.
واعتذر أبو علي الفارسي لهذا بأنّ الاسم الذي يستعمل في الحنان والرحمة إنّما يكون مضافا ، نحو : «يا أخي» ، و «يا بني» ، و «يا أبي» ، و «يا عبادي» ، وهذا مستعمل في الحنان والرحمة ، فهو على نيّة الإضافة.
وهذه اللغات المتقدمة على مراتب في الفصاحة. فأفصحها : «يا غلام» ، لأنّ المنادى. كثير الاستعمال فهو في موضع الحذف ، وهذه الياء أيضا معاقبة للتنوين ، فجاز حذفها مع أنّ ثمّ ما يدلّ عليها.
ويليه في الفصاحة : «يا غلامي» لأنّه متوسّط ، ألا ترى أنّه قد خفّف ما يستثقل لدوره ولم يحذف شيئا.
ثم يليه : «يا غلاما» ، و «يا غلامي». وأقلّها : «يا غلام» ، لأنّه ليس على الياء دليل. فهذا حكم إضافة المنادى إلى المتكلم.
وقد عوضوا تاء التأنيث من ياء الإضافة في هذا الباب في «الأب» و «الأم» ، فقالوا : «يا أبت» ، و «يا أمّت». ولا يجوز الجمع بين ياء الإضافة وهذه التاء ، كما لا يجوز الجمع بين التاء من «زنادقة» والياء التي تكون في «زناديق».
__________________
متصل في محلّ جرّ مضاف إليه. مرّا : فعل أمر مبني على حذف النون لاتصاله بألف الاثنين ، و «الألف» : ضمير متصل في محلّ رفع فاعل. بي : جار ومجرور متعلقان بـ (مرّا). على أمّ : جار ومجرور متعلقان بـ (مرّا). جندب : مضاف إليه مجرور بالكسرة. لنقضي : «اللام» : حرف تعليل وجر ، «نقضي» : فعل مضارع منصوب بـ «أن» مضمرة بعد (اللام) ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (نحن). لبانات : مفعول به منصوب بالكسرة عوضا عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم. الفؤاد : مضاف إليه مجرور بالكسرة. المعذب : صفة (الفؤاد) مجرورة بالكسرة ، والمصدر المؤول من «أن» المضمرة والفعل «نقضي» مجرور باللام والجار والمجرور متعلقان بالفعل «مرّا».
وجملة «مرّا» : ابتدائية لا محلّ لها. وجملة «نقضي» : صلة الموصول الحرفي لا محل لها.
والشاهد فيه قوله : «خليلي» حيث حذف حرف النداء (يا) لأن المنادى مضاف.
(١) سورة الأنبياء : ١١٢.