والذي قال إنّها من نفس الكلمة يقال له : لا بدّ أن تجعلها زائدة أو أصلية. فإن جعلتها زائدة ، فلا تزاد الهاء بعد الألف إلّا في الوقف خاصة ، وإن جعلتها أصلية تكون الكلمة من باب «سلس» و «قلق» ، لكون الفاء واللام من جنس واحد ، وهذا الباب قليل جدا.
وأيضا فإنّ الذي جعلها من نفس الكلمة يثبت تركيبا لم يثبت ، وهو تركيب «ه ن ا ه» ، وذلك لم يثبت. فهو إذن عندنا «هن» كناية عن الفرج ثم استعمل كناية عن الرجل عند الجفاء ، فإذا قلت : «يا هناه» ، فكأنك قلت : «يا جافي».
وتقول للمذكر : «يا هناه» ، وللمؤنث : «يا هنتاه» ، وتقول في تثنية المذكر على مذهب من جعلها من نفس الكلمة : «يا هناهان» ، وإن شئت ألحقت الألف والهاء. وللمؤنث : «يا هنتان» ، كما تقدّم. وفي الجمع للمذكر : «يا هناهون» ، وإن شئت ألحقت الألف والتاء في المؤنث : «يا هنتاهات» ، وإن شئت ألحقت الألف والهاء.
وأمّا على مذهب من هي عنده زائدة للوقف ، فيقول في تثنية المذكر : «يا هنان» ، وإن شئت قلت : «يا هنانيه» ، وفي المؤنث : «يا هنتان» ، وإن شئت قلت : «يا هنتانيه» ، وفي جمع المذكر : «يا هنون» ، وإن شئت : «يا هنوناه» ، وفي جمع المؤنّث : «يا هنات» ، وإن شئت قلت : «يا هناتاه».
وأمّا «فل» فهو كناية عن علم ولا يستعمل أبدا إلّا في النداء إلّا في ضرورة شعر ، كقوله [من الرجز] :
٥١٨ ـ في لجّة أمسك فلانا عن فل
__________________
محذوف ، بتقدير (أرحّب بحمار). ناجية : مضاف إليه مجرور بالكسرة ، وسكّن لضرورة الوزن. إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان متضمّن معنى الشرط. دنا : فعل ماض مبني على الفتح المقدّر على الألف ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (هو). قربته : فعل ماض مبني على السكون ، و «التاء» : ضمير متصل في محلّ رفع فاعل ، و «الهاء» : ضمير متصل في محلّ نصب مفعول به. للسانية : جار ومجرور متعلّقان بـ (قربته).
وجملة «يا مرحباه» : ابتدائية لا محلّ لها. وجملة «دنا» : في محلّ جرّ بالإضافة. وجملة «قرّبته» : جواب شرط غير جازم لا محلّ لها. وجملة «إذا دنا قربته» : استئنافية لا محل لها.
والشاهد فيه قوله : «يا مرحباه» حيث أجرى الشاعر الوصل مجرى الوقف.
٥١٨ ـ التخريج : الرجز لأبي النجم في جمهرة اللغة ص ٤٠٧ ؛ وخزانة الأدب ٢ / ٣٨٩ ؛ والدرر ٣ / ٣٧ ؛ وسمط اللآلي ص ٢٥٧ ؛ وشرح أبيات سيبويه ١ / ٤٣٩ ؛ وشرح التصريح ٢ / ١٨٠ ؛ وشرح المفصّل