وتقول للمؤنّث : «يا فلة».
واختلف فيه النحويون ، فمذهب الفراء أنّه مرخم من «فلان» ، ومذهب سيبويه ، رحمهالله ، أنه غير مرخّم ، وإنّما هو اسم مختص بالنداء. وهو الصحيح.
ومذهب الفراء باطل ، لأنّه أقلّ ما يبقى عليه الاسم بعد الترخيم ثلاثة أحرف ، وسيقوم الدليل على ذلك في بابه إن شاء الله تعالى. فلو كان ترخيم «فلان» لقالوا : «يا فلا» ، ولجاء على الأصل في بعض المواضع فيقال : «يا فلان» ، فدلّ ذلك على أنّه ليس بمرخّم.
وأما «اللهمّ» ففيه خلاف بين الخليل والفراء. فمذهب الخليل ، رحمهالله ، أنّ الميم المشدّدة التي في آخره عوض من حرف النداء ، وكانت مشدّدة ليكون عدّة حروفه على عدّة حروف المحذوف. والدليل على أنّها عوض أنّه لا يجوز الجمع بينهما إلّا في ضرورة شعر ، وذلك نحو قول الشاعر [من الرجز] :
٥١٩ ـ وما عليك أن تقولي كلّما |
|
هلّلت أو سبّحت يا اللهمّ ما |
اردد علينا شيخنا مسلّما |
__________________
٥ / ١١٩ ؛ وشرح شواهد المغني ١ / ٤٥٠ ؛ والصاحبي في فقه اللغة ٢٢٩ ؛ والطرائف الأدبيّة ص ٦٦ ؛ والكتاب ٢ / ٢٤٨ ، ٣ / ٤٥٢ ؛ ولسان العرب ٢ / ٣٥٥ (لجج) ، ١٣ / ٣٢٤ ، ٣٢٥ (فلن) ؛ والمقاصد النحوية ٤ / ٢٢٨ ؛ وبلا نسبة في شرح الأشموني ٢ / ٤٦٠ ؛ وشرح ابن عقيل ص ٥٢٧ ؛ وشرح المفصل ١ / ٤٨ ؛ والمقتضب ٤ / ٢٣٨ ؛ والمقرب ١ / ١٨٢ ؛ وهمع الهوامع ١ / ١٧٧.
شرح المفردات : اللجّة : الجلبة واختلاط الأصوات في الحرب.
الإعراب : «في لجة» : جار ومجرور متعلقان بـ «تضلّ» في بيت سابق. «أمسك» : فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : «أنت». «فلانا» : مفعول به منصوب. «عن فل» : جار ومجرور متعلّقان بـ «أمسك».
وجملة «أمسك ...» في محلّ نصب مفعول به (مقول القول) والتقدير : «في لجة مقول في شأنها : أمسك ...».
الشاهد : قوله : «عن فل» حيث استعمل «فل» في غير النداء ، فجرّها بحرف الجرّ للضرورة ، وقيل : الأصل «فلان» ، وحذفت الألف والنون للضرورة.
٥١٩ ـ التخريج : الرجز بلا نسبة في أسرار العربية ص ٢٣٣ ؛ وخزانة الأدب ٢ / ٢٩٦ ؛ والدرر ٦ / ٢٥٢ ؛ ورصف المباني ص ٣٠٦ ؛ وكتاب اللامات ص ٩٠ ؛ ولسان العرب ١٣ / ٤٧٠ (أله) ؛ وهمع الهوامع ٢ / ١٥٧.
المعنى : عليك أن تقولي كلّما صلّيت أو دعوت الله ـ جلّ وعلا ـ : يا ربّ أعد لنا أبانا مقبلا مسلّما.