ومن ذلك قول الشاعر [من البسيط] :
٥٢١ ـ يبكيك ناء بعيد الدار مغترب |
|
يا للكهول وللشبّان للعجب |
بكسر لام «وللشبان».
ومنهم من قال : إنما فتحت اللام مع المستغاث به لأنّه قد وقع موقع المضمر ، فكما أنّ المضمر إذا دخلت عليه اللام فتحت معه ، نحو : «لك» ، و «له» ، فكذلك هذا. فإن قيل : فلأيّ شيء إذا عطفت على المستغاث به تكسر اللام؟
فالجواب : إنّه يجوز في المعطوف ما لا يجوز في المعطوف عليه ، بدليل أنّهم يقولون : «يا زيد والرجل» ، فتعطف ما فيه الألف واللام وإن كان لا ينادى إلّا ضرورة.
فإن قيل : فلم لم تكن لام المستغاث به مكسورة ولام المستغاث من أجله مفتوحة فيكون الأمر بالعكس؟ فالجواب : إنّ المستغاث من أجله لم يقع موقع المضمر.
ولا يكون المنادى في هذا الباب إلّا بـ «يا» من بين سائر حروف النداء لأنّها أم الباب ،
__________________
٥٢١ ـ التخريج : البيت بلا نسبة في أوضح المسالك ٤ / ٤٧ ؛ وخزانة الأدب ١٥٤ ؛ والدرر ٣ / ٤٢ ؛ ورصف المباني ص ٢٢٠ ؛ وشرح الأشموني ٢ / ٤٦٢ ؛ وشرح التصريح ٢ / ١٨١ ؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ٢٠٣ ؛ ولسان العرب ١٢ / ٥٦١ ، ١٢ / ٥٦٣ (لوم) ، والمقاصد النحوية ٤ / ٢٥٧ ؛ والمقتضب ٤ / ٢٥٦ ؛ والمقرب ١ / ١٨٤ ؛ وهمع الهوامع ١ / ١٨٠.
اللغة : شرح المفردات : النائي : البعيد. الكهول : ج الكهل ، وهو من شاب شعر رأسه ، أو من كانت سنّه بين الثلاثين والخمسين.
المعنى : يقول : إنّه يبكيه رغم أنّه من ديار بعيدة عن دياره ، ويدعو الناس ، كهولا وشبّانا ، للعجب من هذا الأمر.
الإعراب : يبكيك : فعل مضارع مرفوع بالضمّة المقدّرة على الياء للثقل ، والكاف ضمير متّصل مبنيّ في محلّ نصب مفعول به. ناء : فاعل مرفوع بالضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة. بعيد : نعت «ناء» مرفوع بالضمّة الظاهرة وهو مضاف. الدار : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. مغترب : نعت ثان لـ «ناء» مرفوع بالضمّة الظاهرة. يا : حرف نداء واستغاثة. للكهول : اللّام حرف جرّ زائد ، «الكهول» : مستغاث مجرور لفظا منصوب محلّا على أنّه مفعول به لفعل محذوف تقديره «أدعو». وللشبّان : الواو حرف عطف ، «الشبان» : اسم مجرور بالكسرة ، والجار والمجرور متعلّقان بفعل محذوف تقديره «أدعوكم». للعجب : اللّام حرف جرّ ، «العجب» : اسم مجرور بالكسرة ، والجار والمجرور متعلّقان بفعل محذوف تقديره : «أدعوكم».
الشاهد فيه قوله : «وللشبان» حيث كسرت لام المستغاث المعطوف لأنّه لم تعد معه «يا».