«محضير» : يا منص ، ويا عمّ ، ويا محض ، وفي «سعيد» و «ثمود» و «زياد» : يا ثمو ، ويا سعي ، ويا زيا.
فإن لم يكن ثمّ شيء من هذا حذفت آخر حرف منه ، وأبقيته على ما كان عليه ، فتقول في «فرزدق» : يا فرزد ، وإن شئت ضممت على لغة من لم ينو. وكذلك : «يا جعف» في «جعفر».
وفصل الفراء هذا فقال : لا يخلو من أن يكون الحرف الذي قبل الآخر ساكنا أو متحركا ، فإن كان متحركا وافقنا ، وإن كان ساكنا مثل «هرقل» فلا يخلو أن ترخّمه على لغة من نوى أو على لغة من لم ينو (١).
فإن رخّمته على لغة من لم ينو قلت : «يا هرق» ، وإن رخّمته على لغة من نوى قلت : «يا هر» ، لأنّه يبقى على ثلاثة أحرف آخرها ساكن يشبه الأدوات. وهذا فاسد من غير وجه ، لأنّ فيه ردّ الاسم إلى حرفين وذلك لم يسمع من كلام العرب. وأيضا فإنّه قد وقع فيما فرّ منه ، ألا ترى أنّه حين رخّم «ثمودا» ، قال : «يا ثمو» ، وهذا بلا شك اسم قد بقي على ثلاثة أحرف والآخر ساكن فينبغي له أن يحذف ويقول : «يا ثم» ، وإلّا فإنّ عمله ليس له وجه.
واعلم أنّ هذه الأسماء التي يجوز ترخيمها ترخّم على اللغتين معا على لغة من نوى وعلى لغة من لم ينو.
ولغة من نوى هي أن يترك الاسم على ما كان عليه من حركة أو سكون ، وكأنّه لم يحذف منه شيئا ، لأنّه ينوي ذلك المحذوف.
ولغة من لم ينو هي أن يقدر الاسم بعد الحذف كأنّه كامل.
واللغتان مطّردتان في جميع الأسماء المرخّمة ، إلّا أن تكون صفة فيها تاء التأنيث ، فإنّها لا ترخم إلّا على لغة من نوى خاصة ، فتقول إذا رخّمت «ضاربة» : «يا ضارب» ، ولا يجوز أن تقول : «يا ضارب» ، لئلا يلتبس بنداء النكرة المقبل عليها.
وإذا رخّمت الاسم على اللغتين ، فلا يخلو الترخيم من أن يؤدّي إلى بقاء ياء أو واو
__________________
(١) انظر المسألة الخمسين في الإنصاف في مسائل الخلاف ص ٣٦١ ـ ٣٦٢.