«قام زيد» ، ومنه قول الشاعر [من الهزج] :
٥٣٢ ـ ألا يا عمرو عمراه |
|
وعمرو بن الزبيراه |
فألحق الألف المضاف لمّا أضيف إلى «عمرو» ، فهذا أبعد مما حكى يونس. وزعم خلف الأحمر أنّه يجوز لديه في صفة «أيّ» ، فيجيز : «يا أيّها الرجلاه» ، ولا يجيز : «يا زيد العاقلاه». قال : وذلك أنّك إذا قلت : «يا أيّها الرجلاه» ، فهو غير مقصود وإنّما جئت بـ «أيّ» ليتوصّل به إلى نداء ما فيه الألف واللام ، وإذا قلت : «يا زيد العاقلاه» ، فالمقصود بالندبة إنّما هو العاقل. وهذا خلف لأنّه لا فرق بينهما ، ألا ترى أنّ «رجلا» من قولك : «يا أيّها الرجلاه» ، قد صار صفة لـ «أيّ» ، فحكمه حكم الصفة.
وألف الندبة عندنا إذا وقف عليها لحقتها الهاء. فإن وصلت حذفت الهاء وثبتت الألف ولم يجز حذفها أصلا إلّا أن يلقاها ساكن ، فتحذف إذ ذاك.
وزعم الكوفيون أنّها ثبتت وصلا ، فتقول : «وا زيداه وعمراه» ، وتثبت الهاء الأولى وكأنّها عندهم وقفة خفيفة ، وأنشدوا من ذلك قوله :
ألا يا عمرو عمراه |
|
وعمرو بن الزبيراه |
فإنّهم أنشدوه موصولا بقوله : «وعمرو بن الزبيراه».
وهذا إن صحّ يكون من إجراء الوصل مجرى الوقف الذي لا يجوز إلّا في الضرورة ، وهم يجيزونه في الكلام ، وليس بشيء.
وزعموا أنّ من علامات الندبة التنوين في الكلام ، فيقول : «وا زيدا» ، «وا عمرا» ، إذا
__________________
٥٣٢ ـ التخريج : البيت بلا نسبة في الدرر ٣ / ٤٢ ؛ ورصف المباني ص ٢٧ ؛ وشرح الأشموني ٢ / ٤٦٦ ؛ والمقاصد النحوية ٤ / ٢٧٣ ؛ والمقرب ١ / ١٨٤.
الإعراب : «ألا» : حرف استفتاح. «يا» : حرف نداء وندبة. «عمرو» : منادى مندوب مبنيّ على الضم في محلّ نصب. «عمراه» : توكيد لفظي لـ «عمرو» ، والألف لتوكيد الندبة ، والهاء للسكت. «وعمرو» : الواو حرف عطف ، «عمرو» : معطوف على عمرو «الأولى». «بن» : نعت «عمرو» ، وهو مضاف. «الزبيراه» : مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدّرة على ما قبل الألف ، والألف لتوكيد الندبة ، والهاء للسكت.
الشاهد : قوله : «عمراه» حيث أضاف هاء السكت على المندوب في حالة الوصل ضرورة.