بإضمار «أن» أنّ «أن» وأخواتها وجد النصب بعدها ولم يقم دليل على النصب بإضمار ، فنسب النصب إليها ، وما بقي إمّا حرف عطف وإمّا حرف جر ، وكلاهما لا ينصب ، فلذلك ادعينا أنّ النصب بعدها بإضمار.
وإنّما ادعينا أنّ المضمر «أن» لأنّها قد ظهرت في بعض المواضع.
ومذهب أهل الكوفة أنّ الناصب بنفسه «أن» ، و «لن» و «إذن» ، و «حتى» ، ولام الجحود ، والناصب بإضمار «أن» ـ ويجوز إظهارها بعده ـ هو «كي» ، و «لكي» وحرف العطف المعطوف به الفعل على الاسم الملفوظ به. وما بقي ينصب عندهم بالمخالفة لا بإضمار «أن» (١).
واستدلوا بأنّ «حتّى» ولام الجحود ينصبان بأنفسهما أنّهما لم يظهر قط بعدهما «أن» ، واستدلّوا على أنّ لام الجحود تنصب بنفسها أنه قد سمع تقديم معمولها عليها كقوله [من الطويل] :
٥٣٩ ـ لقد عذلتني أمّ عمرو ولم أكن |
|
مقالتها ما دمت حيّا لأسمعا |
__________________
(١) انظر المسألة التاسعة والسبعين في الإنصاف في مسائل الخلاف ص ٥٧٥ ـ ٥٧٩ ؛ والمسألة الثمانين ص ٥٧٩ ـ ٥٨٤ ؛ والمسألة الثانية والثمانين ص ٥٩٣ ـ ٥٩٧ ؛ والمسألة الثالثة والثمانين ص ٥٩٧ ـ ٦٠٢.
٥٣٩ ـ التخريج : البيت بلا نسبة في خزانة الأدب ٨ / ٥٧٨ ؛ وشرح التصريح ٢ / ٢٣٦ ؛ وشرح المفصل ٧ / ٢٩.
اللغة : عذل : لام وعاتب.
المعنى : لقد عاتبتني أم عمرو مع أنني لم أكن يوما لأسمع عتابها ولومها لي.
الإعراب : «لقد» : اللام حرف ابتداء وتوكيد ، «قد» : حرف تحقيق. «عذلتني» : «عذل» : فعل ماض مبني على الفتح الظاهر ، «التاء» : تاء التأنيث الساكنة لا محل لها من الإعراب ، والنون للوقاية ، والياء : ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. «أم» : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. «عمرو» : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. «ولم» : الواو عاطفة «لم» : حرف جزم. «أكن» : فعل مضارع ناقص مجزوم وعلامة جزمه السكون الظاهرة. واسمها ضمير مستتر تقديره أنا. «مقالتها» : مفعول به مقدم ، منصوب وهو منصوب بالفتحة الظاهرة ، وهو مضاف ، والضمير مبني على السكون في محل جرّ بالإضافة. «ما دمت» : «ما» : مصدرية ، «دمت» : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك. و «التاء» : ضمير رفع متحرك مبني على الضم في محل رفع اسمها. «حيا» : خبرها منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. والمصدر المؤول من ما وما بعدها في محل نصب مفعول فيه ظرف زمان متعلق