وإذا رفعت تبعت لما قبلها اثنين من خمسة ، في الرفع ، والنصب ، والخفض ، والتعريف ، والتنكير ، وتبعت لما بعدها في لغة : «أكلتني البراغيث» في واحد من اثنين ، في التأنيث والتذكير ، وفي لغة من يقول : «أكلوني البراغيث» ، في اثنين من خمسة : في التذكير ، والتأنيث ، والإفراد ، والتثنية ، والجمع.
وهذه الصفة لا تعمل إلّا في السببيّ بشرط أن يكون فيه الألف واللام ، مثل : «مررت برجل حسن الوجه» ، أو مضافا إلى ما فيه الألف واللام مثل : «مررت برجل حسن غلام الأب» ، أو نكرة ، مثل : «مررت برجل حسن وجها» ، أو مضافا إلى الضمير ، مثل : «مررت برجل حسن وجهه».
وأجاز بعض النحويين أن يكون السببي بـ «من» ، واستدلّ على ذلك بقوله [من الرجز] :
٤٠٦ ـ ومهمه هالك من تعرّجا
وهذا لا حجة فيه ، لأنّ هالكا ليس بصفة مشبّهة وإنّما هو واقع موقع مهلك وفاعل قد يقع موقع مفعل ، وحكي من كلام العرب : أورس الشّجر فهو وارس ، وأيفع الغلام فهو يافع.
__________________
٤٠٦ ـ التخريج : الرجز للعجاج في ديوانه ٢ / ٤٣ ؛ وأدب الكاتب ص ٤٣٩ ؛ والأشباه والنظائر ٢ / ٣٩٧ ؛ والخصائص ٢ / ٢١٠ ؛ ولسان العرب ١٠ / ٥٠٤ (هلك) ؛ والمقاصد النحوية ١ / ٢٩ ؛ والمقتضب ٤ / ١٨٠ ، ١٨١.
اللغة : المهمه : الفلاة الواسعة. تعرّج : سلك.
الإعراب : ومهمه : «الواو» : واو رب ، «مهمه» : اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه مبتدأ ، وخبر المبتدأ محذوف تقديره تجاوزته. هالك : صفة لمهمه مجرورة على اللفظ. من : اسم موصول في محل نصب مفعول به لاسم الفاعل هالك. تعرجا : فعل ماض مبني على الفتح ، و «الألف» : للإطلاق ، و «الفاعل» : ضمير مستتر جوازا تقديره (هو).
وجملة «مهمه تجاوزته» : ابتدائية لا محلّ لها. وجملة «تعرجا» : صلة الموصول لا محل لها.
والشاهد فيه قوله : «هالك من تعرّجا» حيث جاءت (هالك) عند بعضهم صفة مشبّهة عاملة ، وهي في الحقيقة واقعة مكان «مهلك».