فالشاهد فيه نصب «السوءات» ورفع «هجر» ، وفصيح الإعراب رفع «السوءات» ونصب «هجر» ، لأنّ «السوءات» هي البالغة في الحقيقة لكن لما اضطر رفع ، لأنّ القافية مرفوعة ، لأنّ قبله [من البسيط] :
٥٦٣ ـ أمّا كليب بن يربوع فليس لهم |
|
عند التّفاخر لا ورد ولا صدر |
وفي هذا البيت روايتان : رفع «هجر» ونصبها ، فالذي رواه بنصبها قلب في الآخر ، وجعل «هجر» مفعولا بعد «بلغت» ، وفي «قد بلغت» ، ضمير «السوءات» ، وعاد الضمير على ما بعده ، لأنّه في باب الإعمال يعود على ما قبله ، وهي رواية أبي القاسم ، والذي رواه
__________________
الظاهرة. أو : حرف عطف. بلغت : فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة و «التاء» للتأنيث. سوءاتهم : مفعول به منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم وهو مضاف و «الهاء» : ضمير متصل في محل جر بالإضافة و «الميم» : للجماعة. هجر : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
وجملة «مثل القنافذ» : مع المبتدأ المحذوف ابتدائية لا محل لها. وجملة «بلغت نجران» : في محل نصب حال ، ويمكن أن تكون خبرا ثالثا للمبتدأ المحذوف. وجملة «أو بلغت سوءاتهم هجر» : معطوفة على سابقتها في محل نصب.
والشاهد فيه قوله : «بلغت سوءاتهم هجر» حيث قلب فرفع المفعول به ونصب الفاعل ، ومعلوم أنّ «السوءان» هي البالغة في الحقيقة ، وليس العكس.
٥٦٣ ـ التخريج : البيت للأخطل في ديوانه ص ٩٠ ؛ والكامل ص ٤٧٥.
اللغة : الورد : الإقبال على الماء : والصدر : الرجوع عنه.
المعنى : هؤلاء قوم خاملون ، لا يقدرون على التفاخر بأفعالهم وأنسابهم لا من قريب ولا من بعيد.
الإعراب : أمّا : حرف شرط وتوكيد لا محل لها. كليب : مبتدأ مرفوع بالضمّة. بن : صفة مرفوعة بالضمّة. يربوع : مضاف إليه مجرور بالكسرة. فليس : «الفاء» : واقعة في جواب شرط مقدّر ، «ليس» : فعل ماض ناقص. لهم : جار ومجرور متعلّقان بخبر (ليس) المحذوف. عند : مفعول فيه ظرف مكان منصوب بالفتحة ، متعلّق بالخبر المحذوف. التفاخر : مضاف إليه مجرور بالكسرة. لا ورد : «لا» : زائدة لتوكيد النفي ، «ورد» : اسم (ليس) مرفوع بالضمّة. ولا : «الواو» : حرف عطف ، «لا» : حرف زائد لتوكيد النفي. صدر : معطوف على (ورد) مرفوع بالضمّة.
وجملة «أمّا كليب ...» : ابتدائية لا محلّ لها. وجملة «فليس ورد لهم» : جواب شرط جازم مقترن بالفعل محلها الجزم وخبر «كليب» تقديره : «مهما يكن من شيء فليس لهم ...».
وليس في البيت شاهد ، بل جاء به لتوكيد أنّ قافية الشاهد السابق مضمومة.