يريد : لم يبق ، وأمّا قوله [من الرجز] :
٥٦٧ ـ قد سالم الحيّات منه القدما |
|
الأفعوان والشجاع الشجعما |
فإنّه أنشده أبو القاسم شاهدا على المفعول المحمول على المعنى.
ولا حجّة له فيه ، لأنّ «الأفعوان» منصوب بإضمار فعل يفسره «سالم» ، فكأنّه قال :
__________________
المعنى : أصاب جفنيّ الأرق ، عند ما زارهما طيف سليمى سريعا ، وصار قلبي منقلعا إليها.
الإعراب : أرّق : فعل ماض مبني على الفتح. الجفن : مفعول به منصوب بالفتحة. خيال : فاعل مرفوع بالضمّة. لم يدع : «لم» : حرف جزم وقلب ونفي ، «يدع» : فعل مضارع مجزوم بالسكون ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (هو). من سليمى : جار ومجرور بكسرة مقدّرة على الألف ، متعلّقان بصفة من «خيال». ففؤادي : «الفاء» : استئنافية ، و «فؤادي» : مبتدأ مرفوع بضمّة مقدّرة على ما قبل ياء المتكلم ، و «الياء» : ضمير متصل في محل جرّ بالإضافة. منتزع : خبر مرفوع بالضمّة ، وسكّن لضرورة الشعر.
وجملة «أرق» : ابتدائية لا محلّ لها. وجملة «لم يدع» : في محلّ رفع صفة لـ (خيال). وجملة «فؤادي منتزع» : استئنافية لا محلّ لها.
والشاهد فيه قوله : «لم يدع» حيث أراد بها لم يبق.
٥٦٧ ـ التخريج : الرجز للعجاج في ملحق ديوانه ٢ / ٣٣٣ ؛ وجمهرة اللغة ص ١١٣٩ ؛ وله أو لأبي حيان الفقعسي أو لمساور العبسيّ أو للدبيريّ ، أو لعبد بني عبس في خزانة الأدب ١١ / ٤١١ ، ٤١٥ ، ٤١٦ ؛ والمقاصد النحوية ٤ / ٨١ ؛ وللعجاج أو لأبي حيان الفقعسي أو لمساور العبسي ، أو للتدمريّ ، أو لعبد بني الحسحاس في الدرر ٣ / ٦ ؛ أو لعبد بني عبس في شرح شواهد المغني ٢ / ٩٧٣ ؛ ولمساور العبسي في لسان العرب ١٢ / ٣٦٦ (ضمز) ؛ ولعبد بني عبس في الكتاب ١ / ٢٨٧ ؛ وللدبيري في شرح أبيات سيبويه ١ / ٢٠١ ؛ ولأبي حنّاء في خزانة الأدب ١٠ / ٢٤٠ ؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٦ / ١٢٢ ؛ وسر صناعة الإعراب ١ / ٤٣١ ، ٢ / ٤٨٣ ؛ وشرح أبيات سيبويه ١ / ٢٥٢ ؛ وشرح الأشموني ٢ / ٣٩٩ ؛ ولسان العرب ٨ / ١٧٥ (شجع) ، ١٢ / ٣١٩ (شجعم) ؛ والمقتضب ٢ / ٢٨٣ ؛ والممتع في التصريف ١ / ٢٤١ ؛ والمنصف ٣ / ٦٩.
اللغة : الأفعوان والشجاع : ذكر الأفعى. الشجعم : الجريء.
المعنى : لقد تصالحت قدماه مع الأفاعي لأنهما أضحتا غليظتين صلبتين لطول ما سار حافيا.
الإعراب : قد : حرف تحقيق. سالم : فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة. الحيات : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. منه : جار ومجرور متعلقان بحال مقدمة محذوفة للقدم. القدما : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، والألف للإطلاق. الأفعوان : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة لفعل محذوف تقديره «سالم». والشجاع : «الواو» : عاطفة و «الشجاع» : اسم معطوف منصوب بالفتحة الظاهرة. والشجعما : «الواو» : حرف عطف ، «الشجعما» : صفة الشجاع منصوبة بالفتحة الظاهرة والألف للإطلاق.
وجملة «قد سالم الحيات القدما» : ابتدائية لا محل لها. وجملة «الشجاع» مع فعله المحذوف تفسيرية لا محل لها.
والشاهد فيه قوله : «قد سالم الحيات منه القدما الأفعوان» حيث أنشد الزجاجي هذا البيت شاهدا على المفعول به المحمول على المعنى. إلّا أنّ الصواب هو في تقدير فعل محذوف تقديره : سالم. والتقدير : سالم القدم الأفعوان.