قوله : «ومنها كل اسم على بناء الفعل الماضي ... الفصل».
نقول : كل اسم مقول من الفعل الذي لا نظير له في الأسماء لا يخلو أن تنقله وفيه ضمير أو خاليا من الضمير. فإن كان فيه ضمير ، فإنّك تحكيه ، مثل : «تأبّط شرّا» ، وعليه قوله [من المتقارب] :
٥٩٩ ـ على أطرقا باليات الخيا |
|
م إلّا الثّمام وإلّا العصيّ |
في أحد القولين.
فإن نقلته ، وليس فيه ضمير ، فإنك تمنعه الصرف ما لم يخرجه الإعلال إلى وزن من أوزان الأسماء ، فإن أخرجه الإعلال إلى ذلك ، فلا يخلو أن ينطق له بأصل ، مثل : «قيل» و «بيع» ، فإنّه مصروف أبدا ، وعليه : «ما رأيته من شبّ إلى دبّ» ، وفي الأثر : «نهى رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن قيل وقال» ، فإنّه قد نطق له بأصل ، مثل أن تسمّي رجلا بـ «ضرب» المخففة من «ضرب» ، مثل قوله [من الرجز] :
٦٠٠ ـ [هيّجها نضح من الطلّ سحر |
|
وهزّت الريح الندى حين قطر] |
لو عصر منه البان والمسك انعصر |
__________________
٥٩٩ ـ التخريج : البيت لأبي ذؤيب الهذلي في خزانة الأدب ٢ / ٣١٧ ، ٧ / ٣٤٢ ؛ وشرح أشعار الهذليين ١ / ١٠٠ ؛ وشرح المفصل ١ / ٣١ ؛ ولسان العرب ١٠ / ٢٢٤ (طرق) ؛ ومعجم ما استعجم ١ / ١٦٧ ؛ والمقاصد النحوية ١ / ٣٩٧ ؛ وللهذلي في خزانة الأدب ٧ / ٣٢٦ ؛ وشرح المفصل ١ / ٢٩ ؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ص ٣٣٣.
اللغة : أطرقا : اسم موضع. باليات : قديمات. الثمام : نوع من النبات يحشى به خصاص البيوت ، ويستر به جوانب الخيمة. العصي : ج العصا ، وهي قضيب غليظ ، أو خشب تبنى بها بيوت الأعراب.
المعنى : يقول : إنّ الديار قد بليت ولم يبق منها إلّا الثمام والعصي.
الإعراب : على أطرقا : جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من الديار في بيت سابق. باليات : حال ثانية ، وهي مضافة. الخيام : مضاف إليه مجرور بالكسرة. إلّا : حرف استثناء. الثمام : (بالرفع) مبتدأ خبره محذوف تقديره : «إلّا الثمام باقية» ، و (بالنصب) منصوب على الاستثناء. وإلّا : «الواو» : حرف عطف ، و «إلّا» : زائدة. العصي : معطوف على «الثمام».
الشاهد : قوله : «أطرقا» فإن أصله فعل أمر ، ثم غدا اسم علم.
٦٠٠ ـ التخريج : الرجز لأبي النجم في أدب الكاتب ص ٥٣٨ ؛ وإصلاح المنطق ص ٣٦ ؛ وشرح