ومثال المنقول من اسم أب «معدّ» ، و «تميم» ، و «جذام» ، و «لخم». وغير المنقول منها مثل «قريش» ، و «ثقيف» ، و «يهود» ، و «مجوس» ، ونحوه.
فإن كان منقولا من اسم أب أو أمّ ، فلا يخلو أن تضيف إليه «ابنا» أو لا تضيفه. فإن أضفت إليه «ابنا» فإنّه يبقى على ما كان عليه في الأصل ، لأنّه ليس باسم للقبيلة. فإن كان فيه مانع للصرف منعت منه الخفض والتنوين ، وإلّا صرفته. فإن لم تضف إليه ، فلا يخلو أن يكون على نيّة الإضافة ، أو على غير نية الإضافة. فإن كان على نيّة الإضافة ، فحكمه حكم المضاف إليه «ابن». وإن كان على غير نيّة الإضافة ، فلا يخلو أن تقصد به قصد الحي أو قصد القبيلة.
فإن قصدت به قصد الحيّ صرفته ، إلّا أن يكون فيه ما يوجب منع الصرف. وإن قصدت به قصد القبيلة ، منعته الصرف للتأنيث والتعريف.
وكذلك وإن كان منقولا من اسم أب ، إلّا أنّه لم يستعمل على إضافة «ابن» و «ابنة» إليه ، نحو : «معدّ» ، و «كلب» ، لأنّه لا يقال : «بنو معدّ» ، ولا «بنو كلب» ، وإن كان «معدّ» اسم الأب وهو معدّ بن عدنان ، و «كلب» كذلك اسم الأب ، وهو كلب بن وبرة.
وقد قيل : بنو معدّ ، قليلا. قال الشاعر [من الخفيف] :
٦٠٥ ـ غنيت دارنا تهامة في الدّهر |
|
وفيها بنو معدّ حلولا |
__________________
٦٠٥ ـ التخريج : البيت للمهلهل في لسان العرب ١٥ / ١٣٩ (غنا) ؛ وليس في ديوانه ؛ وبلا نسبة في المخصص ١٧ / ٤٢ ؛ وتاج العروس (غني).
المعنى : ارتفعت منزلة ديارنا في موضع تهامة ، على مرّ الزمان ، لأن أبناء معدّ نزلوا بها وسكنوها.
الإعراب : غنيت : فعل ماض مبني على الفتح ، و «التاء» : للتأنيث. دارنا : فاعل مرفوع بالضمّة ، و «نا» : ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة. تهامة : بدل من (دار) مرفوع بالضمّة. في الدّهر : جار ومجرور متعلقان بـ (غنيت). وفيها : «الواو» : حالية ، «فيها» : جار ومجرور متعلقان بالخبر المحذوف والتقدير بنو معد كائنون فيها حلولا. بنو : مبتدأ مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكّر السالم. معد : مضاف إليه مجرور بالكسرة. حلولا : حال من فاعل الخبر «كائنون».
وجملة «غنيت» : ابتدائية لا محلّ لها. وجملة «بنو معدّ فيها حلولا» : حالية محلها النصب.
والشاهد فيه قوله : «بنو معدّ» حيث صرّح بإضافة «ابن» إلى «معد» وهذا قليل.