وأسماء القبائل والأحياء تنقسم خمسة أقسام. قسم لا يستعمل إلّا اسما للقبيلة ، وذلك يهود ، ومجوس ، وآدم.
والدليل على أنّ «يهود» قصد به قصد القبيلة ، منع صرفه في قوله [من الطويل] :
٦٠٦ ـ فأنت أولى من يهود بمدحة |
|
إذا أنت يوما قلتها لم تؤنّب |
والدليل على أنّ «مجوس» قصد به قصد القبيلة قوله [من الوافر] :
٦٠٧ ـ [أحار ترى بريقا هبّ وهنا] |
|
كنار مجوس تستعر استعارا |
__________________
٦٠٦ ـ التخريج : البيت لرجل من الأنصار في ما ينصرف وما لا ينصرف ص ٦٠ ؛ وبلا نسبة في الكتاب ٣ / ٢٥٤ ؛ ولسان العرب ٣ / ٤٣٩ (هود).
اللغة : المدحة : قصيدة المديح. تؤنّب : تلام ، أو تردّ أقبح ردّ.
المعنى : أنت أحق بالمديح من اليهود ، وإذا ما صدحت بقصيدة المديح فلن تجد من يلومك أو يردّ عليك ردّا قبيحا.
الإعراب : فأنت : «الفاء» : بحسب ما قبلها ، «أنت» : ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ. أولى : خبر مرفوع بضمّة مقدّرة على الألف. من يهود : جار ومجرور بالفتحة عوضا عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف ، متعلّقان بـ (أولى). بمدحة : جار ومجرور متعلقان بـ (أولى). إذا : ظرف زمان متضمن معنى الشرط متعلق بـ «تؤنب». أنت : ضمير منفصل في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف يفسّره ما بعده. يوما : مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة ، متعلّق بالفعل «قلتها». قلتها : فعل ماض مبني على السكون ، و «التاء» : ضمير متصل في محلّ رفع فاعل ، و «ها» : ضمير متصل في محلّ نصب مفعول به. لم تؤنب : «لم» : حرف جزم وقلب ونفي ، «تؤنب» : فعل مضارع مبني للمجهول مجزوم بالسكون ، وحرّك بالكسرة لضرورة القافية ، و «نائب الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (أنت).
وجملة «فأنت أولى» : بحسب ما قبلها. وجملة «قلت أنت» : في محلّ جرّ بالإضافة. وجملة «قلتها» : تفسيرية لا محل لها. وجملة «لم تؤنب» : جواب شرط غير جازم لا محلّ لها. وجملة «إذا قلت لم تؤنب» : صفة لـ «مدحة» محلها الجر.
والشاهد فيه قوله : «من يهود» حيث منع (يهود) من الصرف لأنه قصد به القبيلة.
٦٠٧ ـ التخريج : البيت مملط ، صدره لامرىء القيس ؛ وعجزه للتوأم اليشكري في ديوان امرىء القيس ص ١٤٧ ؛ ولسان العرب ٦ / ٢١٣ (مجس) ، ولامرىء القيس في شرح شواهد الإيضاح ص ٤٣٨ ؛ والكتاب ٣ / ٢٥٤ ؛ وبلا نسبة في لسان العرب ٦ / ٢١٤ ، ٢١٥ (مجس) ؛ وما ينصرف وما لا ينصرف ص ٦٠ والمقرب ٢ / ٨١.
اللغة : أحار : يا حارث. الوهن : منتصف الليل. المجوس : عبدة النار.
المعنى : هل ترى ـ أيّها الحارث ـ بريقا سطع في منتصف الليل ، يشبه نار المجوس التي يديمون اشتعالها لعبادتها؟!