أنّ «ليس» كذلك ، وتخلص الفعل المحتمل للحال كما أنّ «ليس» كذلك ، تقول : «ما زيد يقوم» ، فيكون المعنى على الحال ، وكذلك «ليس زيد يقوم» ، فمن راعى فيها الشبه العام لم يعملها وهم بنو تميم ، ومن راعى شبهها الخاص أعملها وهم الحجازيون ، وذلك بشروط.
منها أن لا يقع بعدها «إن» ، نحو قولك : «ما إن زيد قائم» ، فإن وقعت بعدها «إن» بطل عملها ، نحو قول الشاعر [من الوافر] :
٤٢٠ ـ فما إن طبّنا جبن ولكن |
|
منايانا ودولة آخرينا |
ومنها أن لا يدخل على الخبر حرف يقتضي الإيجاب ، نحو : «ما زيد إلّا قائم». ومنها أن لا يتقدّم خبرها على اسمها ما لم يكن ظرفا أو مجرورا ، فإن كان ظرفا أو مجرورا ففيه خلاف بين النحويين ، وسيبيّن إن شاء الله تعالى ، فأما قول الشاعر [من الطويل] :
٤٢١ ـ وما الدهر إلّا منجنونا بأهله |
|
وما صاحب الحاجات إلا معذّبا |
__________________
٤٢٠ ـ التخريج : البيت لفروة بن مسيك في الأزهية ص ٥١ ؛ والجنى الداني ص ٣٢٧ ؛ وخزانة الأدب ٤ / ١١٢ ، ١١٥ ؛ والدرر ٢ / ١٠٠ ؛ وشرح أبيات سيبويه ٢ / ١٠٦ ؛ وشرح شواهد المغني ١ / ٨١ ؛ ولسان العرب ١ / ٥٥٤ (طبب) ؛ ومعجم ما استعجم ص ٦٥٠ ؛ وللكميت في شرح المفصل ٨ / ١٢٩ ؛ وللكميت أو لفروة في تلخيص الشواهد ص ٢٧٨ ؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص ٢٠٧ ؛ وخزانة الأدب ١١ / ١٤١ ، ٢١٨ ؛ والخصائص ٣ / ١٠٨ ؛ ورصف المباني ص ١١٠ ، ٣١١ ؛ وشرح المفصل ٥ / ١٢٠ ، ٨ / ١١٣ ؛ والكتاب ٣ / ١٥٣ ، ٤ / ٢٢١ ؛ والمحتسب ١ / ٩٢ ؛ والمقتضب ١ / ٥١ ، ٢ / ٣٦٤ ؛ والمنصف ٣ / ١٢٨ ؛ وهمع الهوامع ١ / ١٢٣.
اللغة : طبّنا : عادتنا أو شأننا. منايانا : ميتاتنا ، جمع منيّة وهي الموت. الدولة : الغلبة والانتصار في الحرب.
المعنى : ليس الخوف والجبن من عادتنا ، ولكن أقدارنا حكمت علينا بانتصار الآخرين علينا.
الإعراب : فما : «الفاء» : استئنافية ، «ما» : نافية تعمل عمل ليس. إن : زائدة كفّت «ما» عن العمل. طبنا : مبتدأ مرفوع بالضمّة ، و «نا» : ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة. جبن : خبر مرفوع بالضمّة. ولكن : «الواو» : للاستئناف ، «لكن» : حرف استدراك لا عمل لها. منايانا : مبتدأ مرفوع بضمّة مقدرة على الألف ، و «نا» : ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة. وخبرها محذوف تقديره (منايانا حلّت أو قدّرت). ودولة : «الواو» : للعطف ، «دولة» اسم معطوف على (منايا) مرفوع مثله. آخرينا : مضاف إليه مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم ، و «الألف» : للإطلاق.
وجملة «طبنا جبن» : استئنافية لا محلّ لها. وجملة «منايانا قدّرت» : استئنافية كذلك.
والشاهد فيه قوله : «ما إن» حيث زيدت (إن) للتوكيد بعد (ما) فبطل عمل (ما).
٤٢١ ـ التخريج : البيت لأحد بني سعد في شرح شواهد المغني ص ٢١٩ ؛ وبلا نسبة في تخليص