لأنه لما عطف فصل بين العامل ومعموله ، وذلك أنّ معمول «مثن» إنما هو «عليها» ، وقد فصل بينهما بقوله : «وقائل» ، ومعمول «قائل» إنما هو : فما أنا بالداعي لعزّة بالردى ، أو فصل بينهما بمعمول مثن ، فإذن قد جعل هذا يشبه الإعمال لتداخل الجملتين بالعطف حتى يسوغ ذلك الفصل. كذلك يكون مذهبه في بيت امرىء القيس.
فإن قيل : إذا لم يكن من الإعمال فكيف أجزتم الفصل بجملة أجنبية؟ فالجواب : إنها غير أجنبية ، لأنا إنما جعلناها معمول «لم أطلب الملك» ، فإذا كانت كذلك كانت مشتركة لأنها في معنى : كفاني القليل ، ألا ترى أن «لم أطلب الملك» يكون جوابا لـ «لو» وما ذاك إلا لأنّ المعنى واحد.
فهذا نهاية الكلام في هذا البيت.