وإلى المهجم ستة فراسخ وهذا يكون بساقات عشيرة اليمن برص لكثرة أكلهم اللبن والسمك تغلب عليهم الرطوبات فيظهر عليهم ذلك ، والأصح أنهم قليلون الكلف فى أصناف الأمور لتخليتهم الخبز والأدم مكشوف والبلاد حارة كثيرة الأوزاغ ، فإذا خلى رأس الإناء أو الطعام مكشوف يأكل الوزغ منه فيبقى أثر لعاب فيه فمن أكله ظهر به برص ، ويقال : إنه طير شبه النامس أصفر اللون ويسمى البرة إذا قرص إنسانا على الريق ظهرت فيه هذه العاهة والآفة ، ويقال يظهر فيه داء الفيل ، والله أعلم.
من زبيد إلى عدن
على طريق الساحل
من زبيد إلى المزيحفة فرسخ ، وما سميت المزيحفة مزيحفة إلا أنه كان فى قربها حلة عرب نزّال ببيوت شعر فانتقلوا من الحلة إلى هذا المكان فكان يعرف المكان بالمزيحفة ، كما يقال : زحف فلان إلى فلان ، أى انتقل ، وبنى بها موسى ابن الجبلى مسجدا من الآجر والجص.
وليس فى الجوالى ثغر أطيب منه ولا فى وادى زبيد ، وشجرها الإهليلج ، وإلى السحارى ثلاث فراسخ ، ويعرس عويد والشكالين والريبة والعريقين ، وهى ثلاث رواب ذات شجر وأراك ، والسحارى على ساحل البحر ذات نخل شامخات.