وكانت أهل مكة فى سالف الدهر يشترون العبيد ويقطعون عليهم قطعة تعطى لسيده كل يوم بيومه ، وكذلك النساء تقطع المرأة قطعة على جواريها فى تحصيل الذهب فترجع الجارية ترجو الفرج أو تبذل الفرج للرجل والحرج فى هرج ومرج ، وإلى الآن هذا موجود فى عدن من الغريب وأهلها ، وليس هذا الفن عندهم عار بل تفتخر النساء بذلك ، وكذلك كان فى أيام الجاهلية كل جارية لا تبذل فرجها ينكر عليها إلى أن نزلت هذه الآية : (وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً)(١) فهى من ذلك العهد وهم على ذلك العهد باقون.
وإذا خرج السيد والعبد والجارية إلى أشغالهم خليت المرأة فى الدار وحدها حتى إنها تبرك على أربع إذ ليس لها شغل تشتغل به فيرجع بروكها على وركها عادة وألفوه إلفا.
ويقال : إذا تخاصم رجل وامرأته واغتاظت المرأة منه غاية الغيظ تقول المرأة لزوجها : لا شك أنك على أنى أكسره ، والمعنى أنك تريد أن أقعد على عجزى ، فيقول لها زوجها : بالله عليك لا تفعلى ذلك.
فصل : دخل سيف الدولة بن عبد الله بن حمدان على بنت عمه ، ويقال : بنت خاله وهى باركة على أربع ، وهى تنظم لها حب عقد لؤلؤ فقال لها سيف الدولة : بكم هكذا؟ قالت له : بالموصل ، قال لها : اشتريت ، فقالت له : وأنا بعتك ،
__________________
(١) الآية : ٣٣ من سورة النور ، وانظر فى ذلك باب : «الإكراه على البغاء» فى كتاب : «سورة النور ومشكلاتنا الاجتماعية» إعداد / ممدوح حسن محمد ، ص : ١٢٥ وما بعدها ، من إصدارات دار الأمين بالقاهرة.