وأنام وأنكح ومن يتسم فيه هذه الخصال حاشا أن يعبد ، لأن الإله ، عز اسمه ، وجل ثناؤه ، متعال منزه صفاته عن الذات واللذات فكيف عما ذكرناه من الأكل والشرب والنوم ، فلما انكف أبو الثديان عما كان عليه من الاعتقاد شرع فى هذا المذهب بين القوم وخرج طائفة منهم سكنوا أعمال البطائح وهم على هذا الاعتقاد إلى الآن ويراها صفة أخرى.
من المنصورة إلى عدن
راجعا من المنصورة إلى ريسوت ثلاث فراسخ ، ويعبر عنه بجبل رأس الحمار ... (١) اخترعت وحينئذ خرج أمير المؤمنين على بن أبى طالب رضى الله عنه فصافف القوم بالنهرين وكسرهم وركب عليهم السيف وما زال يقتل فيهم إلى أن أفنى الجميع ورد البغلة إلى القنطرة فوقعت البغلة على نصف القنطرة ، قال على بن أبى طالب رضى الله عنه : انظروا من تحت القنطرة ، فإذا هم بأبى الثديين ، فقال له أمير المؤمنين على بن أبى طالب كرم الله وجهه : جاء الحق وزهق الباطل ، أسلم تسلم ، فقال : كيف أسلم والبغلة تعلم علم الغيب أنى تحت القنطرة؟ فحينئذ جرد على بن أبى طالب رضى الله عنه السيف وضرب عنقه وهرب من سلم من القوم ، وما زال السيف يعمل فيهم ووراءهم من الغيب إلى أن عبرهم البحر فسكنوا بهذه الأعمال ، فبدلت تلك المحبة بالبغضاء فهم فيهم محب غال والمبغض القالى هو الهالك بين المحبة والبغضة ، كما قال :
__________________
(١) بياض بالأصل.