من عدن إلى المفاليس
من عدن إلى المياه ربع فرسخ ، وإلى المزف فرسخ وطوله ثلاثمائة ذراع وستون خطوة بناه شداد بن عاد لما بنى عدن ، ويقال : بناه العجم لما أطلقوا البحر على المياه حتى غرق ما حول عدن من الأراضى فجدد العمارة الشيخ عبد الله بن يوسف ابن محمد المسلمانى العطار وأوقف على عمارته مستغلات بعدن.
وإلى المملاح ربع فرسخ وهو موضع يجمد فيه الملح وكان مخلص رجع الآن على ضمان ، ويقال : إن بعضه صار للسلطان لأن أتابك سيف الدين سنقر اشترى نصفه بألف دينار.
وإلى المجدولى ربع فرسخ ، وإلى اللخبة ربع فرسخ ، ومنها ينقل الآجر والزجاج إلى عدن ، بناها أبو عمرو عثمان بن على الزنجبيلى ، وإلى الحجر العر فرسخ ، وهو مقدار مائة حصاة ممدودة على أيمن الدرب.
وإلى بئر الرجع فرسخان ، ويعبر برمل يسمى المغاوى ، وأما وادى الرجاع فواد نزه ويسمى عند العرب الحردة بين أشجار أثل وأراك ، وقد بنى على البئر مسجد حسن.
حدثنى الحسن بن محمد بن الحسن بن على بن الحسين المحفنى قال : إن الأديب ظفر بن محمد بن ظفر بنى المسجد والبئر فى الرجاع.
ويقول أهل البلاد ، وهم العقارب : ما يتفق ماء الحدرة وعيش ، أى لم يتفق أكل خبز وشرب ماء بئر الرجاع ، لأن هذا الماء يغنى عن أكل العيش.