فلما دار الدهر بالسنين والشهور ارتدم ما بين الأمة من التقارب والاتصال وتقاربت بهم الآجال وتباعدت عنهم الأحوال إلى أن أظهر الله عزوجل الإسلام ففتحها النبى صلىاللهعليهوسلم بالسيف ، وبقى الحصن على حاله إلى أن وصل ملك الحجاز إلى الأمير عز الدين أبى عزيز قتادة بن إدريس فأمر بهدم الحصن فهدم خوف أن لا يعصيه فيه أحد من الأعراب ، وبقى الحصن خرابا إلى الآن ، ويسمى عند أهله حصن الغراب.
ذكر الوهط
حدثنا معبد بن عبد الرحمن المخزومى قال : حدثنا شعيب عن عمرو بن دينار قال : كتب عمرو بن العاص فى وصيته وذلك فى الوهط وجعلها صدقة لا تباع ولا توهب ولا تورث : وهى للأكبر من أولادى والمتبع فيها عهدى وأمرى ، فإن لم يقم بعهدى ولا أمرى فليس له ولاء ، يعنى بذلك الوهط ، حتى يرثه الله تعالى قائما على أصوله.
حدثنا محمد بن منصور قال : حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار قال : عرش عمرو بن العاص فى الوهط مائة ألف عود كل عود بدرهم.
والوهط قرية من أعمال الطائف بينهما ثلاثة أميال فكان كل فاكهة الطائف ومكة من ذلك الوهط.
حدثنا محمد بن موسى القطان قال : حدثنا محمد بن الحجاج الثقفى قال :