الأخضر للخضر والزنابيل والسمك العربى وغيره وضيراك ورعيد والمراوح والفار والقرش والبياض والعربى والمخنف والفرا والسفية والطويلة ، ويكون لها فرج على هيئة فروج النساء ، ولم تشتر من الصياد حتى يحلف أنه لم يطأها ، ويباع لحمها بالميزان لأجل الدواء ، والسفية ذات صدف ، والصبايا والمرح ، وجميع هذه الأسماك ترفع إلى زبيد ويسمونه الملتح ، وضمان سوق السمك بزبيد كل يوم ثلاثة عشر دينارا ملكية ، والله سبحانه وتعالى أعلم.
جزيرة فرسان
ما بين دهلك وحلى ابن يعقوب ، وبها مدينتان عامرتان ، إحداهما سور ، والثانية جدة ، بناء الفرس والأصح بناء مالك بن زهير ، أهلها صلاح أتقياء ، ويجرى بين الفريقين نهر كبير عريض صاف عذب خفيف صحيح ، أوله عين ، ويقال : ماء تراب ، وقد نبت على شاطئ النهر شجر وخضر وحشائش ألوان مختلفة ، ويزرع فيها من جميع الحبوب والخضروات ، وعندهم من سائر الدواب الأهلية مثل البقر والمعز والضأن والإبل والدواب ، ويوجد عندهم من سائر الأسماك ودواب البحر.
وقد خص الله سبحانه وتعالى أهل هذه الجزيرة : إذا طلعت الشمس مقدار قامة يدوّى الجو ، وحينئذ يخرج كل من فى القرية إلى ظاهر القرية يصطفون على شاطئ البحر ، وينزل على القوم بعد ساعة طير شبه الخرّق ، ويقال : شبه السمان ، مائة ألف طير ، فإذا حصل فى شاطئ البحر لم يقدر أحدهم على الطيران فيأكل كل كفابته وعلى قدر حاله تذبيحّا وتطبيخّا ، ولم يوجد فيه سوى اللحم والشحم شىء آخر ،