بناء شبام
لما تزوج سليمان بن داود ، عليهماالسلام ، بلقيس اشترت اختها نعم نوقّا وإبلا وأسكنت المال والنعم فى مكان الأرض ، فكانت الإبل إذا رمت الخلة تندت الأراضى من أبوالها ، وكانت تأمر الرعاة أن يفرشوا على النداوة التراب ليرد الضرر عن النعم ، وما زالوا على حالهم إلى أن صار تلا عاليّا شامخا فى الهوى فأدارت عليه سور وسكنته وركبت على السور ثلاثة أبواب :
باب زبيد ، كانت النعم تدخل منه وتخرج منه ، والآن عمرها علىّ بن المهدى حصنا مكينا سكنها ، ويقال : لما بنى على بن المهدى هذا الحصن سماه زبيد ، على مدينة الحصيب من اليمن ، وباب الإبل الإبل تخرج منه إلى المرعى ، وباب مسلة الأعوام الحلق ، ويسمى باب ردفين.
فلما أتمت بناءه سمته ذا مناخ وعذبة وشبام ، ويقال : إن اسم المرأة شبام فعرف البناء بها والله أعلم.
ذكر شبام
وكم هى مدينة ، إحداها مدينة شبام ضمرمر خراب ، وضعت وبنيت فى أصل حصن ضمرمر ، ولم يبق من جميع الربع سوى الجامع عامرا ، وشبام كوكبان عامر فى الجبال ، وشبام حضرموت وهى هذه.