فقلت لعمرو بن على بن مقبل : هل فى ذروته عمارة؟ فقال : ما كان يسكنه إلا من خاف ، وفيه آثار حيطان قد اندثرت وجدرات قد انهدمت وصهاريج قد خربت ودرج قد تقلعت.
قلت : فهل كان عليه سور؟ قال : إن الجبل هو سور بذاته وإذا أصاب عرب هذا الزمان فى هذه البلاد خوف أو جور من السلطان صعدوا بأنعامهم ودوابهم إلى القاعدة وقعدوا بها إلى أن يأمن البلاد فحينئذ يطلبون البلاد ، فإذا قل على سكانها الماء ، يعنى من الصهاريج التى بها وهى خراب ، أصعد إليها الماء من لحف الجبل من ثلاث آبار ، إحداها بئر عبدل ، مشرفة على المحجة ، والثانية بئر يعوم ، والثالثة بئر ثنية ، فقلت : هذه الآبار حفرها الأوائل؟ قال : بل مستجدة استجدت فى هذا العصر.
صفة وادى عبرة
والحصن مشرف على البحر وقد خرج فسطرس جبل باد فى البحر طول فرسخ طريق شبه خط الاستواء ، ويقال : إن بانى الحصن أراد أن يخرب العاذ مما يلى المشرق إلى البحر ويدخل عليه فلم يقدر عليه لقوة الصخر ، وكان غرضه أن يقطع الطريق على المراكب لأنه لو اتفق بهم لكان يستظهر على أخذ المراكب لصعوده فوق الريح وبقاء المراكب تحت الريح ، فلما لم يتم له قال بتركه ، والآن هو مغاص اللؤلؤ الجيد ، وبقى من الآبار بئر عبدل مع جبل الردادين ، وبها كانت وقعة العرب مع العرب وهى وقعة مشهورة سنة خمس وسبعين وخمسمائة ، وبئر أبى بكر شنلو العقرى وقد بنى على البئر مسجدا سنة اثنتين وعشرين وستمائة.