وكان أبناء زريع يؤدون الخراج إلى الخلفاء الفاطميين ، وهو لأجل المذهب لأن القوم كانوا إسماعيلية ، وكل من تولى بأرض اليمن من بنى زريع يسمى الداعى ، أى يدعو الخلق إلى المذهب ، والملاحدة الذين هم ملوك كردكوه وألموت ، وهما حصنان على جبل على مدور لهم ـ أى للملاحدة ـ يأخذون الخراج من جبل السماق الذى لهم بأعمال الشأم ، ومن القرامطة الذين بالسند ، ومن التورسنا الذين هم بأعمال نجران ، وإن كانوا كفارا فهم على عقيدة واحدة ، وبعدهم ملك الغز البلاد وبنوا المنظر على جبل حقات بعد رجوع شمس الدولة توران شاه بن أيوب من اليمن إلى مصر ، وسلم عدن إلى فخر الدين ، أبو عثمان ، عمر بن عثمان بن على الزنجبيلى التكريتى.
ذكر بناء سور عدن
حدثنى عبد الله بن محمد بن يحيى قال : أرسى مركب من المغرب إلى عدن فى الليل فنزل الناخوذة من المركب فدار عدن فإذا هو بدار عالية وبه شمع يقد وعود يبخر فدق الباب فنزل الخادم ففتح له وقال له : هل لك من حاجة؟ قال التاجر : نعم ، فاستأذن الخادم له ، فقال له صاحب الدار يصعد ، فصعد فسلّم كلّ على صاحبه ، من غير معرفة ، وجرى الحديث ، فقال الناخوذة : إنى قدمت الليلة من المغرب وأريد من إنعام المولى أن أخفى عنده بعض التحف ، قال : ولم؟ قال : خوفا من الداعى ، وقال له : أقبل ولا تخف من الظالمين ، انقل جميع ما معك إلى الدار الفلانية ، فنزل التاجر فصارت البحارون ينقلون المتاع من المركب إلى