فلما أوقف صلاح الدين يوسف بن أيوب فى أعمال مصر ما أوقف ، وقد تقدم ذكره فى أعمال جدة ، أوقف توران شاه يوسف بن أيوب ، والأصح طغتكين بن أيوب المعز ، وادى الجريب ، والحرب والمسلب ، وبقى يرفع دخلها إلى مكة إلى أن خبل وقفها الملك المسعود بن محمد بن أبى بكر سنة خمس عشرة وستمائة وبقى يرفع دخل هذه القرى إلى الديوان.
وأيضا كان أوقف طغتكين بن أيوب على المدينة أم الدجاج مع جمل من الأراضى كلها القاضى على بن الحسين بن وهيب ، لما تغلب الأمير قاسم بن المهنا بن جمّاز ، صاحب المدينة على مكة سنة اثنتين وعشرين وستمائة ، وبقى يرفع دخلها إلى الديوان ، ورد الملك المسعود يوسف لأم الدجاج على الأمير شيحة سنة خمس وعشرين وستمائة ، وصار يصل دخلها إلى المدينة كما كانت.
وإلى الأهواب فرسخان بين نخل شامخات.
بناء الأهواب
بنى الأهواب أبو القاسم الرامشت بن شيرويه بن الحسين بن جعفر الفارسى سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة ، مدينة حسنة ، لما تقدم من الهند يريد الحج ، ذات أسواق وجامع ودكاكين ونقل الأخشاب الساج إليها من الهند ، فلما انقضت دولة الحبشة وتولى على بن المهدى خرب جامع الأهواب ونقل أخشابه إلى المشهد الذى بناه فى زبيد سنة خمس وخمسين وخمسمائة ، وهى فرضة المراكب الواصلة من عدن.