من صنعاء إلى مأرب
حدثنى سلامة بن محمد بن الحذجاج المحجى قال : من صنعاء إلى مسور أربع فراسخ ، أرض بنى باهش ، والى وادى جنات أربع فراسخ ، وإلى المأزمين أربع فراسخ.
ذكر هد سد المأزمين
حدثنى محمد بن سلامة بن حجاج قال : سدّت أهل شداد وعاد منفذ جبلين بالحجر والرصاص وصعدوا فى ارتفاعه إلى أن حاذى الحائط ذروة الجبلين ، فصارت السيول تفلت فيه والماء يستجمع إلى أن رجع بحرا مسدودا ، وكانوا يسقون منه أراضيهم وأنعامهم ، ويقال : إنهم كانوا يسقون منه إلى قرب الشأم بساتين ذات أعناب ونخل وزرع وقرى متصلة بعضها ببعض ، وبقى الإقليم عامرا إلى أن أخربه الله ، وكان الموجب ما ذكره الرازى أنه خرجت قافلة من الشأم وإذا بفأر قفز من الأرض ركب ظهر جمل من بعض الأجمال التى فى القافلة ، وما زال الفأر ينتقل من جمل إلى جمل ويعبر منزلا بعد منزل إلى أن وصل مدينة مأرب فقفز الفأر من الجمل ودخل السد وصار يعمل فيه عمله.
ويقال : إن النعمان خرج يوما فى طلب الصيد فحصّل فى طرد الصيد فوجد الفأر بأنياب حديد يحفر السد ، فلما رجع إلى أبيه المنذر قص عليه حكاية الفأر وصفة أنيابه أنها من حديد يحفر السد ، فقال المنذر : صح يا بنى ما وجدناه فى