ذكر هبة الإمام أبى موسى
الأمين بالله هذه الأعمال
حدثنى عبد الله بن محمد بن يحيى المهجمى قال : لما كثرت الأشراف بأرض الحجاز خرج منهم قوم إلى العراق فى خلافة الإمام أبى موسى محمد الأمين بالله أمير المؤمنين ابن هارون الرشيد واستوهبوا منه أرضّا يقيمون فيها ويأكلونها ، فأقطعهم من مكة إلى الهلية طولا ومن صعدة إلى ساحل البحر عرضا ، فبقيت هذه الأعمال فى أيدى القوم وهم فى عيش هنىء يأتيهم رزقهم رغدا من كل جهة ، وبقى يحيى بأساميهم إلى سنة خمس عشرة وستمائة ، فضعفت القوم ودخلت عليهم يد الغز فخرجوا من البلاد وخرجت البلاد من أيديهم وصارت فى حوز الغز وفى قبضتهم ، وأحد من تولى بها من القوم الشريف المؤيد بن أحمد بن قاسم بن غانم ، وانقرضوا ولم يبق لهم فى البلاد خبر ، كما قيل :
عنا العقيق وأقوى منه معهده |
|
وحال ما فيه عما كنت أعهده |
فما الوقوف بربع لا محاسنه |
|
تجلى ولا يومه يرجى ولا غده |
من المحالب إلى صعدة
من المحالب إلى حردة ثلاث فراسخ ، وإلى المدارة ثلاث فراسخ ، وهو وادى الصما وبه الوحش الكثير ، وإلى شمر فرسخان ، وإلى قلحاح فرسخ ، وإلى الأفرور