ذكر السرو
فأما السرو فإنهم قبائل وفخوذ من العرب ليس يحكم عليهم سلطان بل مشائخ منهم وفيهم ، وهم بطون متفرقون ، فإذا خرج أحدهم إلى سفر أتت المرأة الى عند المخلف ، أى عشيق تلك المرأة ، يحاضنها إلى أن يرجع زوجها ، فإذا قرب المسافر من منزله نادى بأعلى صوته : أيها المخلف اللجوج ، قد حان وقت الخروج ، ويدخل المسكن غفلة فإن وجده فى المسكن قتله ، وإن كان قد خرج فقد عفا الله عما سلف.
وسألت رجلا منهم فى مكة فقلت له : أيها الرجل والنزيل ماذا يصنع المخلف؟
فردّ أسوأ الجواب فقال : يسحق الخبز ويمحق المرأة.
وغاية حج القوم عمرة أول رجب وقد ضمن لهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه ـ تلك العمرة بحجة كاملة مقبولة (١) فإذا دخلوا مكة ملأوها خزا من الحنطة والشعير والسويق والسمن والعسل والذرة والدخن واللوز والزبيب وما يشابه ذلك ، ولذلك يقول أهل مكة : حاج العراق أبونا نكسب منه الذهب ، والسرو أمنا نكسب منهم القوت.
يقال : إن معامله يوازى مائتى قرية أو أكثر ، ومن جملة القرى المائتين المسلم
__________________
(١) لم نجد ما يؤكد صحة ذلك فيما بين أيدينا من مراجع ، والثابت فى ذلك فى عمرة رمضان لقوله صلىاللهعليهوسلم : «... ومن أدى فيه نافلة كان كمن أدى فريضة فيما سواه» وذلك من ناحية الأجر والثواب فقط ، لأن عمرة رمضان لا تسقط فريضة الحج عن صاحبها أصلا ، والله أعلم.