فصل : أهل الزريبة والعنبرة والهرمة والقرشية ، لم تظهر بهذه القرى بنت إلا إذا عقد نكاحها وقطع مهرها وسلم دفعها ، وبعد ذلك تظهر البنت بطبل وزمر على رءوس الأشهاد بالمهامين والضيافات والطرح والتسليم ، فسأل عن فعلهم ، قالوا : نخاف نظهر طفلة فإذا كبرت رأت نبتها وخدها وقدمها ونهدها مع أعكانها مليحا يعجبها حسنها فتحتاج إلى أن تخرج عن الطريق إلى غير الطريق ، بل نخليها على حالها ، فإذا رأت قلفتها طويلة وهى مع وسخها رهكة كريهة الرائحة وحشة المنظر تخمد نارها ويقل طلابها لأجل ما معها من طول الغفلة ، فإذا مهرها طهرت فأدخلت على بعلها هين لين.
ويقال : إن جميع بلاد الشأمية عند زبيد على هذا السنن والغرض بطول وبعرض.
وإلى خبت نفحان فرسخان ، من حدود المحالب ، وليس فى تلك الأراضى أكثر توهجا منه ، وإلى غلافقة فرسخان.
بناء غلافقة
كان ما بين غلافقة والمكينة بلد تسمى الزبر ، وما اشتق اسم الزبر إلا من الزبور ، أى زبور داود ، عليهالسلام ، ويقال : من زبرة الحديد ، طمها السافى فرجعت تلول رمل.
قال ابن المجاور : ووجدت فى المكان قبرا على ساحل البحر وقد جعل الرمل حجرا وقد غاص عظام الميت فى الحجر الأصم ، والله عزوجل أعلم.