ولم يزل الملك فى عقب جياش المذكور إلى التأريخ المذكور ، فكان نجاح يتولى أعمال الكدراء والمهجم ومور والواديين ، هذه الأعمال الشأمية والأعمال الشمالية عن زبيد ، ثم وقع التنافس بين نفيس ونجاح عبدى مرجان على وزارة الحضرة ، وكان نفيس ظلوما غشوما ، ونجاح عادلا رءوفا ، إلا أن مولاهما مرجان يميل مع نفيس غلى نجاح ، ونمّ إلى نفيس أن إبراهيم بن زياد مولاه وعمته كاتبا نجاحا وإنها تميل إليه ، فشكى فعلها إلى مولاهم مرجان فقبض مرجان عليها وعلى ابن أخيها إبراهيم بن زياد ، وهو آخر بنى زياد ، ودفعهما إلى نفيس فبنى عليهما جدارا وهما قائمان يناشدانه الله عزوجل حتى ختم عليهما ، وزالت دولة بنى زياد وانتقلت إلى عبيد عبيدهم ، فتكون دولة بنى زياد فى اليمن مائتين وثلاث سنين لأنهم اختطوا مدينة زبيد سنة أربع ومائتين وزالت عنهم سنة سبع وأربعمائة.
فصل : وكان بنو زياد لما اتصل بهم اختلال دولة العباسية من قتل المتوكل وخلع المستعين تغلبوا على ارتفاع اليمن وركبوا بالمظلة وساسوا قلوب الرعية ببقاء الخطبة لبنى العباس ، فلما قتل إبراهيم بن زياد وقبض على عمته تملك نفيس وركب بالمظلة وضرب السكة باسمه واسم الحسين بن سلامة ، فلما انتهى إلى نجاح ما فعله نفيس فى مواليه ركب وقصد نفيسا إلى زبيد فجرى بينهما عدة وقائع منها يوم رمع ويوم فشال على نجاح ، ومنها يوم العقدة ، ويوم العرق ، وفيه قتل نفيس على باب سهام ، وقتل بين الفريقين خمسة آلاف رجل.
وفتح نجاح زبيد فى سنة اثنتى عشرة وأربعمائة ، وقال نجاح لمرجان : ما فعل مولاك بموالينا؟ قال : هم فى ذلك الجدار ، فأخرجهما نجاح وصلى عليهما وبنى