فى الطريق القديمة وصاروا على الطريق المستقيم بالخيل إلى ظفار فباعوا واشتروا ، فلما أرادوا الرجوع قال لهم أحمد بن محمد : وكيف علمتم الطريق؟ قال أحدهم : إنى سافرت مع أبى وأنا طفل على هذا الطريق مرة واحدة فسرت الآن فيها بقياس التعقل بمعرفة تامة وكتب الله السلامة حتى بلغنا المقصد ، قال لهم : فمن أين تخرجون؟ قالوا : من مشهد الحسين بن على بن أبى طالب ، رضوان الله عليهما ، فإذا وصلنا إلى المنزل الفلانى افترق عنده الطريق طريقان يأخذ أحدهما إلى الحساء والقطيف والثانى يجىء إلى مرباط وظفار ، فقال لهم : شاهد الله على بدوى سلك هذه الطريق ثانية لا يلومن إلا نفسه ، قالوا : ولم؟ قال : نخاف أن يندرس الطريق لكثرة سلاكه فتجىء خيل أمير المؤمنين ، غائرة فى تلك البلاد علينا وأنا مع ذلك خرّبت البلاد وبنيت المنصورة لأقطع الشر عنى ، فدخلت البدوان من بلد ظفار ولم يرجعوا إليها ومنها انقطع الطريق سنة ست عشرة وستمائة.
صفة الرياح الثلاث
ريح عاصف قاصف ذات شدة وصلابة ، فإذا هب الهوى سد الغبار جميع الطاقات فى الدور وأرواق الجدران ، ويقال : إذا هبت هذه الأهوية فمن شدة هبوبها تدحرج الحجارة من أعلى ذروة الجبل إلى أن توصله البحر وبين الجبل والبحر يوم طراد ، والأصل فيه أن الله سبحانه وتعالى أهلك قوم عاد بهذه الريح وهى الريح العقيم ، والاسم فيه ثلاث مشتق من بلاء.