وما اشتق بطن الأهواب إلا من الأهوال ، لأنه على آخر بطن السحارى ، موضع هول لكونه كشفا.
وقال بعض الزيالع الذين أتوا الأمانات لجبريل بن زيد بن فارس : حط عنى عشور عشر سنين حتى أعمر لك مرسى الأهواب! فقال له : كيف تفعل فيه؟ قال : أشحن مراكب حجرا وترابا أرميه معارض المرسى بالطول ليرد قوة الموج والماء والريح ، فلما هان على جبريل ذلك ، وقال : إن أربع مدن فى بر السودان مقابل أربع مدن فى بر العرب : عيذاب مقابل جدة ، والأصح أن عيذاب مقابل الجار ، وهو مرسى ينبع ودهلك مقابل السرين ، وزيلع مقابل العارة وعوان مقابل الأهواب.
من عدن إلى شبام
من عدن إلى الرعارع أربع فراسخ ، وعلى رأس البئر غرابان لا يزالان من مكانهما أبد الدهور ، من أعمال لحج ، وفيه يقول على بن زياد المازنى :
خلت الرعارع من بنى مسعود |
|
فعهودهم فيها كغير عهود |
حلّت بها آل الزريع وإنما |
|
حلت أسودّ من مكان أسود |
وإلى أبين أربع فراسخ ، قرّى جماعة بناء أهل الحجاز ، ويقال : بناء بنى عامر من أرض الحجاز ، سكنوا الديار وبنوا القرى وحرثوا وزرعوا وتأهلوا فيها وبقيت فى أيدى القوم إلى آخر دولة الحبشة.
ومن جملة الأعمال خنفر والطرية وجبنون والمحل والسلامة ومسجد الرباط ،