وفيها قرئ على محمد بن محمد بن على المعلم الصليحى فى صباه ، وهى دار دعوة باليمن ، فكان محمد هذا ، محمد بن المفضل الداعى غلب على جبل المذيخرة وخطب فيه لدعوة العلوية سنة أربع وثلاثمائة ، ثم استرجعه منه أصحاب أسعد بن يعفر صاحب صنعاء.
صفة جبل شبام
وهو منيع جدّا ، وفيه قرّى ومزارع وجامع كبير ، وهو معاملة نفيسة ، ويرفع منه العقيق والجزع ، وهى حجارة مغشّاة ، فإذا عوملت (١) ظهر جوهرها.
وممن امتنع به من عمال ابى الجيش اسحاق بن زياد سليمان بن طرف صاحب عثر وهو من ملوك تهامة ، وأعماله مسيرة عشرة أيام فى عرض يومين وهو من الشرجة إلى حلى ، ومبلغ ارتفاعه فى العام خمسمائة ألف دينار عثرية ، وكان مع امتناعه عن الوصول إلى أبى الجيش إسحاق بن زياد يخطب له ويضرب السكة على اسمه ويحمل إليه مبلغ من المال فى كل عام وهدايا لا يعلم مبلغها ، وأما الذى سلم لابن زياد من اليمن حين طعن فى السن فله من الشرجة إلى عدن طولا وله من غلافقة إلى صنعاء عرضا ، ورأيت مبلغ ارتفاع أعمال ابن زياد بعد تقاصرها فى سنة ست وستين وثلاثمائة ألف ألف دينار عثرية خارجا عن ضرائبه على المراكب الهندية والأعواد المختلفة والمسك والكافور والصندل والصينى ، وخارجا عن ضرائب العنبر على السواحل بباب المندب وعدن وأبين والشّحر ، وخارجا عن
__________________
(١) مضطربة فى الأصل ، وما أثبتناه أقرب لسياق المعنى.