ولم يزل خراج عدن يصل إليها وهو مائة ألف دينار يزيد ولا ينقص إلى أن مات المكرم أحمد ، ثم وفى لها بعد موت المكرم العباس ومسعود ابنى المكرم ، فلما ماتا تغلب على عدن زريع بن العباس وأبو الغارات بن مسعود فسار المفضل بن أبى البركات إلى عدن وجرت بينه وبينهما حروب كان آخرها المصالحة على نصف خراج عدن.
ولما مات المفضل تغلبت أهل عدن على النصف الباقى فسار إليهم أسعد بن أبى الفتوح ابن عم المفضل فصالحهم على ربع الخراج للحرة ، ولما ثارت آل زريع فى التعكر تغلب أهل عدن على الربع الذى للحرة ولم يبق لها فى عدن شىء لموت رجالها ، ولم يقدر على بن إبراهيم بن نجيب الدولة على شىء من ذلك ، والله أعلم وأحكم.
ذكر ما شجر بينهم
نزل المفضل بن أبى البركات فى بعض غزواته إلى زبيد وكان معه زريع بن العباس وعمه مسعود بن المكرم ، ولهما يومئذ صبيان فى عدن ، فقتلا جميعا على باب زبيد ، ثم تولى الأمر بعدهما بعدن أبو السعود بن زريع وأبو الغارات بن مسعود ، ثم ولى الأمر بعدهما الأمير الداعى سبأ بن أبى السعود ومحمد بن أبى بكر بن أبى الغارات ثم ولده علىّ الأعز ثم علىّ بن أبى الغارات ، ثم الداعى محمد بن سبأ ، وهو آخر بنى داود ، ثم ولده عمران ، وصفت بعده لآل زريع محمد وأبى السعود ابنى عمران ، وهما طفلان ، والله أعلم وأحكم.