وإلى الثديين ميل وهو بين جبال عوال آخر الوطأة وأول الأودية وقد كان قصرا بنى بالجص والحجر والآن خراب.
وإلى وادى السدرة فرسخ وهى شجرة سدر صغيرة على أيمن المحجة ومنها رجع النبى صلىاللهعليهوسلم ، وكل من يجوز الوادى يأخذ من أوراقها لأجل البركة ولم تبرح السدرة على حالها لم ينقص منها شىء إلى الآن.
وإلى الغار نصف فرسخ ، وإلى الفج الأخضر نصف فرسخ ، وإلى الفرع نصف فرسخ ، وإلى مثوب نصف فرسخ ، وإلى أبو (١) الرحم ميل وهو جبل صغير على أيسر الدرب ، وإلى النهود ميل وهم اثنا عشر جبلا متفرقين شبه النهود ، وإلى المينة نصف فرسخ ، وتسمى الحديبية ، ويقال : إن النبى صلىاللهعليهوسلم وصل إلى هذا فصار كلما سار تبعد عليه الطريق فرجع منها وقال : ما أبعدك لا قربك الله ، والموضع سبخة طويلة فى أرض وطيئة مثل الكف ، وإلى جدة نصف فرسخ.
بناء جدة
حدثنى موسى بن مسعود النساج الشيرازى قال : لما أسلم سلمان الفارسى ، رضى الله عنه ، تسامعت أهلوه بالخبر فقصدوه وأسلموا على يد رسول الله صلىاللهعليهوسلم وسكنوا جدة لأنهم كانوا تجارا.
وقال بعضهم : بل هى بناء خسرو بن فيروز بن يزدجرد بن شهريار بن بهرام.
__________________
(١) اسم مقصود لذاته ، كما تقول : قرأت من سورة المؤمنون.