وإلى حدة فرسخ ، وكانت أرضا مودعة لبنى البدرية فباعوها فاشتراها منهم سليمان بن على بن عبد الله بن موسى واستخرج العين ، وقيل : كانت العين على حالها فبقيت فى أيدى القوم مدة زمان يستعملونها فى إدراك الغلال ، فاشتراها منهم الشريف الحسين بن ثابت السديدى وغرس فى جميع البلاد نخلا مقدار عشرين الف نخلة والقوم ملاكها إلى سنة اثنتين وعشرين وستمائة.
وفى هذا التأريخ ملك الأمير طنبغا الملك الكامل ولاية الحجاز وملك نخل الأشراف مستهلكا لها وأخذ هذا النخل فى جملة ما أخذه ، والنخل رجع الآن سلطانى.
ويقال : إنما عرف حدة بهذا الاسم لأنه آخر حدود وادى نخلة والأصح أنه من وادى الصفراء إلى القرين فرسخ ، بناية الأمير هاشم ، وكان يوقف فى الموضع رتبة خيل يجيرون القوافل فى الطرق وكان لهم على كل جمل دينار علوية ، وهو حصن صغير مربع مبنى على أكمة بالحجر والجص ، وقد بنى على دوره ثلاثة عشر برجا صغارا تحتها بئر طيبة الماء عذبة ، وإذا قل الماء فى حدة فمنها يستقى الماء أهل حدة.
ويقال : إنما سمى القرين قرينا إلا لأنه أقرن نصف الطريق ما بين مكة وجدة ، ويقال : أقرن ببنائه العدل والأمن.
وإلى كتانة فرسخ ، يقال : إن الله عزوجل أهلك الحبشة الواردين بالفيل من صنعاء بهذا المكان.