واستقوت عليهم البرابر أخرجوهم منها وملكوا البلد وسكنوا الوادى ، موضع هو الآن عامر بصرائف ، وهم أول من بنى الصرائف بعدن ، وبعدهم خرب المكان وبقى على حاله إلى أن انتقلوا أهل سيراف من سيراف ، وقد تقدم ذكرهم.
ووقع سلطان شاه بن جمشيد بن أسعد بن قيصر فى عدن فنزل وتوطن بها فانغمر الموضع بمقامه ، وكان يجلب إليهم مياه الشرب من زيلع ، فلما طال عليهم البعد بنوا الصهريج لأجل ماء الغيث ونقل طين البناء من نواحى أبين ، ويقال : من زيلع ، فلما كثر الخلق بعدن بنوا بها الحمامات ، وبنى الحمام عند حبس الدم فسيل فغسل الأرض سنة اثنتين وعشرين وستمائة ، وبنوا الجامع ، وذلك عند حمام المعتمد رضى الدين على بن محمد التكريتى ، ووضع مربط الفيلة فى سنة خمس وعشرين وستمائة فملأ لحف الجبل الأخضر بالطول والعرض ، فلما رأى ذلك تولى السلطنة.
ذكر ألقاب ملوك العجم الذين تولوا ملك عدن
مولانا ولى النعم ، ومعدن الكرم ، الملك العالم ، العادل المؤيد من السماء ، المنصور على الأعداء ، المتوج بالجلال والسناء ، شاهنشاه المعظم ، مالك رقاب الأمم ، سيد سلاطين العرب والعجم ، حافظ عباد الله ، حارس بلاد الله ، معز أولياء الله ، مذل أعداء الله ، غياث الدنيا والدين ، ركن الإسلام والمسلمين ، تاج ملوك العالمين ، قامع البغاة والمشركين ، مغيث الدولة القاهرة ، مزيل الأمم الكافرة ، محيى السنن الزاهرة ، باسط العدل والرأفة ، ناصر السلطنة والخلافة ، عماد ممالك الدنيا ،