فصل : نزل الأمير الأغر على بن محمد الصليحى بقرية من أعمال المهجم يقال لها : أم الدهيم وبئر أم معبد.
قال سعيد بن نجاح : فلما دخلنا المهجم لم يشعر بنا إلا عبد الله بن محمد ابن على فركب وقال لأخيه : يا مولانا اركب فهذا والله الأحول بن نجاح ، فقال على لأخيه عبد الله : إنى لا أموت إلا بالدهيم وأم معبد ، يعتقد أنها أم معبد التى نزل بها النبى صلىاللهعليهوسلم حين هاجر ومعه أبو بكر ، فقال له فلان بن فلان : قاتل عن نفسك فهذه والله بئر الدهيم بن عبس وهذا المسجد خيمة أم معبد بنت الحارث العبسى (١) فحينئذ قتل بها ، وكان فى طالع الملك المعز أنه لا يقتل إلا فى العراق بعد أن يملكها أموى مزيل دولة بنى العباس ، فلما تيقن عنده ذلك قتل بوادى العرق من زبيد ، وفيه أنشد المحننى يقول :
الموت فى كل حين ينشر الكفنا |
|
ونحن فى غفلة مما يراد بنا |
لا تطمئن إلى الدنيا وزينتها |
|
وإن توشّحت من أثوابها الحسنا |
أين الأحبة والجيران ما فعلوا |
|
أين الذين بها كانوا لنا سكنا |
سقاهم الموت كأسّا غير صافية |
|
فصيّرتهم لأطباق الثرى رهنا |
وإلى قلعة ضراس نصف فرسخ ، وإلى وادى ورزان نصف فرسخ ، وإلى ذى جبلة نصف فرسخ ، ويصعد نقيل ذى جبلة ويسمى النقيلين وهما جبلان يسمى أحدهما نقيل ندران والثانى نقيل العكائف ، وما اشتهر بهذا الاسم إلا أنه كان به عجائز معتكفات ، والله أعلم.
__________________
(١) سبق ذكر هذه القصة فى ص ٩١ برواية قريبة منها.