صفة دار شخار بن جعفر
لما أقام ابن زياد فى زبيد بنى شخار بن جعفر دار الملك فى زبيد ذات طول وعرض بالآجر والجص بناء وثيقا على مقاطع الطريق وكل من تولى بزبيد سكنها ، وكان له باب عال بالمرة ينظرون منه من فى الطريق على فرسخين ، وحفر حوله خندق عظيم عريض ، وبقى الباب على حاله إلى أن هدمه المسعود يوسف بن أبى بكر سنة ثمانى عشرة وستمائة ، ويقال : إنما سعى فى هدمه الأمير أيبك العزيزى ، فلما هدمه أخذ آجره وبنى به دورا ، وكل ما بنى من آجره انقطع ذلك البناء من الأساس ، وقد بقى إلى الآن آثار ذلك الباب والدرجة شبه الجبل العالى ، والله أعلم.
ذكر انقطاع العرب من تهامة
لما كثر نزول العرب بها قام القائد ريحان الكهلانى ، مولى سعيد بن نجاح كبس للعرب ليلا وهم مرتبون على باب زبيد وكانوا فى ثلاثة آلاف فارس وعشرة آلاف رجل ، وحمل عليهم فلم ينج منهم إلا اليسير ، وهلك الباقون ، فسلّم العرب تهامة بعدها ، والله سبحانه أعلم وأحكم.