ذكر جبل صيرة
هو جبل شامخ فى البحر مقابل عدن وجبل المنظر ويقال هو قطعة منه ، وقال محمد بن عبد الله الكيسانى فى تفسيره : إنه يخرج يوم القيامة من صيرة عدن نار تسوق الخلق إلى المحشر ، والدليل على ذلك قليب بالجبل ، بئر يسمى انبار ، ويسمى عند حكماء الهند فى بر يخرج طول الدهر منه دخان ، ويسمى الآن بئر الهرامسة ليس يمكن لأحد النظر فيه من وهجه وكربه وقتامه ، ويوجد حول البئر حجارة مكسرات وأفاع نائمات وحيات قائمات.
قالت الهنود : إن هنومت ، أى العفريت المقدم ذكره ، حفر هذه البئر ، وليس هى بئر وإنما هو سرب ينفذ حفره تحت البحر إلى مدينة أوجين بكرمى وهى سرير ملك مالوى من الهند.
فصل : حدثنى مبارك الشرعبى مولى والد محمد بن مسعود قال : كان السبب فى حفر بئر فى بر أن حادنير ، وهو عفريت ، سرق تخت زوجة رام جندر ، من أعمال عوض وسار بها إلى أن سكن بها على قلة جبل صيرة ، وقال : إنى أريد أن أقلب عنك صورة الإنسيّة إلى صورة الجنيّة ، فبينما هما فى لا ونعم إذ سمع بخبرهما هنومت ، وهو عفريت ثان على صورة قرد ، فحفر هذا السرب من أوسط مدينة اوجين بكرمى تحت البحر وبلغ آخر الحفر إلى أوسط جبل صيرة وفعل جميع ذلك فى ليلة واحدة ، فخرج من الحفر فوجدها نائمة على ذروة الجبل تحت شجرة شوك فرفعها على ظهره ونزل بها السرب ، وما زال يسرى بها إلى أن بلغ